عروض وأبحات
قدمت بمناسبة تدشين الزاوية التجانية الكبرى لسيدي محمد الكبير التجاني
بحي بريمة
27 ماي 2006 / 29 ربيع الثاني 1427
مجهودات سيدي محمد الكبير التجاني
بالزاوية التجانية بحي بريمة
في البداية أود ان أشكر منظمي هذا الحفل الديني البهيج على دعوتهم لي لإلقاء كلمة متواضعة بين يدي نخبة من أهل الله وأحبائه من شيوخ ومقدمين وفقراء، فلهم جزيل الشكر وجميل الثناء، كما أشكر كل الحضور الكريم على اهتمامهم البالغ بمثل هذه المناسبات.
يدور موضوع مداخلتي هذه حول مجهودات فقراء الزاوية التجانية بحي بريمة، لإعادة النشاط الحيوية لها، ومجهوداتهم في الدعوة إلى الله.
فكما هو معلوم فإن هذه الزاوية كانت مغلقة لمدة 8 سنوات، فافتتح بها الفقراء التجانيون أول وظيفة بتاريخ 15-6-1996م[1]، لكنهم اصطدموا ببعض الأطماع، و هنا يبرز دور سيدي محمد الكبير الذي زار هذه الزاوية لأول مرة بتاريخ 16-3-1997م/7 ذي القعدة 1417هـ وقام بالتصدي لكل هذه الأطماع، بل أخذ على عاتقه مسؤولية إعادة الحيوية والنشاط لها.
لقد ساهم سيدي محمد الكبير في إعادة النشاط و الحيوية للزاوية التجانية ببريمة، حيث قام بتنظيمها، وجعلها عامرة بذكر الله، وعين أناسا أكفاء للسهر على أمورها، فبتاريخ 21-10-1997م تم تعيين الحاج محمد بن الحسن إماما للصلوات الخمس، وبتاريخ 30-12-1997م تم تعيين الفقيه الحجاوي الحسن إماما لصلاة التراويح، وبتاريخ 29-09-2000م تم تعيين إبراهيم الغزواني إماما لصلاة الصبح، كما تم تعينه فيما بعد إماما لصلاة التراويح بتاريخ 1 رمضان 1420/27-11-2000، و قام سيدي محمد الكبير بتجديد بناء الزاوية بعدما تصدعت جدرانها القديمة، فأصبح بناؤها متينا، وزاد فيها طابقا آخر، فأصبحت بالشكل الذي ترونها عليه الآن، وجعل ذكر الوظيفة بها يوميا…
و قام سيدي محمد الكبير بتعيين مقدم لهذه الزاوية فاستمرت في نشاطها الديني والتثقيفي بتوجيه منه رضي الله عنه.
كما وضعت برامج تثقيفية موجهة لفئتين من الناس، حسب أعمارهم، الفئة الأولى: فئة الكبار، والفئة الثانية: فئة الأطفال والشباب.
البرامج التثقيفية الخاصة بالكبار:
يقوم القيمون على الزاوية التجانية بحي بريمة منذ سنة 1998م، بإلقاء دروس مختلفة بالزاوية؛ ففي الأيام العادية يستفيد عموم الناس من دروس ما بين صلاتي المغرب و العشاء، حيث يتم سرد بعض الكتب مع شرحها ككتاب: الفقه على المذاهب الأربعة، خاصة قسم العبادات، وكتاب: الخلاصة الفقهية على مذهب السادة المالكية، لمحمد العربي القروي. و في الأيام التي تسبق بعض المناسبات، تلقى بالزاوية دروس تتعلق بتلك المناسبات؛ فمثلا قبل حلول عيد المولد النبوي تفتتح دروس في السيرة النبوية، حيث يتم سرد الكتب التالية و شرحها:
– أعلام جهال بحقيقة الحقائق بأسنة أنصوص كلام سيدي الخلائق، للحاج الأحسن البعقيلي.
– الإرشادات الربانية بالفتوحات الإلهية، لسيدي أحمد التجاني.
– فقه السيرة، لدكتور محمد سعيد رمضان البوطي.
– نور اليقين في سيد المرسلين، الشيخ محمد الخضري.
– السيرة النبوية لابن هشام…..
وتفتتح الدروس الخاصة بهذه المناسبة منذ فاتح صفر و تستمر إلى نهاية ربيع الثاني، كما يتم الإحتفال بهذه المناسبة في السبت الموالي ليوم العيد بحفل يحضره كل فقراء الزاوية ومن رغب من عموم الناس.. ويتم خلاله إنشاد الأمداح النبوية والقصائد التي تتعلق بالمناسبة، كما يتم إلقاء الكلمات والخطب التي تبرز مزايا الرسول صلى الله عليه وسلم.
و في شهر رمضان الأبرك يضاف درس آخر؛ إذ يلقى الدرس الأول قبل صلاة المغرب، ويدور موضوعه حول الفرائض و السنن الخاصة برمضان، أما الدرس الثاني والذي يلقى قبل صلاة العشاء فتسرد فيه الأحاديث الخاصة برمضان مع شرحها بالاعتماد على بعض الكتب منها:
– شرف الأمة المحمدية، لمحمد بن السيد علوي.
– كتاب الشفا للقاضي عياض.
– رياض الصالحين للنووي.
– عقود اللؤلؤ و المرجان في وظائف شهر رمضان، لإبراهيم بن عبيد أل عبد المحسن.
كما تلقى في الزاوية دروس بمناسبة الحج وعاشوراء والإسراء والمعراج…
ويستفيد الفقراء التجانيون من دروس في فقه الطريقة التجانية و تراجم أعلامها بالاعتماد على الكتب التالية:
– إراءة عرائس شموس فلك الحقائق العرفانية، لسيدي الأحسن البعقيلي.
– مبادئ الإشراق…، لسيدي محمد النظيفي.
– الدرة الخريدة…، لنفس المؤلف.
– الشرب الصافي من الكرم الكافي على جواهر المعاني، لسيدي الحاج الأحسن البعقيلي
– كشف الحجاب، للعلامة سكيرج.
تلقى كل هذه الدروس على شكل حلقات، وغالبا ما يلقيها مقدم الزاوية، والمثير للانتباه أن المقدم يستعمل كل الوسائل التي يمكن من خلالها تبليغ المعنى للمتلقي، فكما هو معلوم فإن هذه الدروس يحضرها عامة الناس؛ إذ نجد بينهم المتعلم والأمي، لذلك فإن المقدم يستعمل في شرح دروسه الدارجة المغربية واللغة الأمازيغية، كلما دعت الضرورة إلى ذلك، كما أنه يعيد دائما ما سبق تعلمه في الحصص السابقة حتى لا يطاله النسيان، وأحيانا يطلب ذلك من أحد الحاضرين، وعندما يلمس في المتلقين بأنهم فهموا المقصود جيدا، ينتقل بهم إلى مستوى أعلى من السابق في نفس الموضوع.
البرامج التعليمية الخاصة بالشباب و الصغار:
تتميز الزاوية التجانية بحي بريمة بوجود أتباع لهما من مختلف الفئات العمرية، ابتداء من الصغار حتى الشيوخ، وتولي الزاوية اهتماما بالغا لفئتي الشباب والصغار، فبالإضافة إلى تعلمهم بالمدارس الرسمية، فإن القيّمين على الزاوية يضعون سنويا لصالحهم برامج تعليمية وتربوية تهم الأمور الدينية أساسا، بما فيها تعلم بعض مبادئ الطريقة التجانية، وتتكون هذه البرامج عادة من العناصر الآتية:
* تحفيظ القرآن:
يتم تحفيظ سور من القرآن الكريم لطلبة الزاوية وفق منهج بسيط، إذ يخبر الطلبة بالثمن الذي يراد حفظه، فيقرؤونه جيدا في منازلهم، وبعد حضورهم بين يدي الملقن يتم أولا قراءة الثمن قراءة فردية ثلاث مرات، ثم يستمع الكل إلى الثمن نفسه على شريط تسجيل للشيخ خليل الحصري برواية ورش، بعد ذلك يقرؤونه جماعة لمرتين، فيعيد الملقن قراءته بمفرده، و يطلب من الطلاب قراءته واحدا تلو الآخر، ثم تعاد قراءته بشكل جماعي، ليستظهره الطلاب بعد ذلك مع إمكانية النظر في القرآن، و تكون البداية بالكبار والمتفوقين ثم الأصغر فالأصغر، مع مراعاة قدرة كل واحد منهم على الحفظ، فالأطفال الأصغر سنا مطالبون بحفظ أقل مما يحفظه الكبار، بعد ذلك يتم استظهار الثمن بشكل جماعي مرة واحدة، لتأتي المرحلة النهائية حيث يقوم كل طالب باستظهار الثمن دون مساعدة، وعندما يتمكن الكل من حفظ ما ألزموا به، يتم استظهار الثمن بشكل جماعي، ثم يعاد استظهار ما كان قد حفظ في الحصة السابقة.
وإبان هذه المراحل يقوم الملقن بالتنويه بطلبته وتشجيعهم على الحفظ والأخذ بيدهم حتى يصل الجميع إلى النتيجة المرغوبة.
و بعد هذا العناء لا بأس من تناول كأس من الشاي مكافأة لكل واحد على جهده، ولا ينصرف الطلبة إلا بعد أن يأذن لهم الملقن بذلك.
*الرحلات:
تعد الرحلة من أهم الوسائل التعليمية و التثقيفية، فمنذ سنة 2000م، أخذت الزاوية التجانية ببريمة تبرمج سنويا رحلة على الأقل[2] إلى إحدى المدارس أو الزوايا التجانية المنتشرة في ربوع المغرب، و كمثال على ذلك تمت زيارة الزوايا التالية:
– الزاوية التجانية لسيدي الحاج الأحسن البعقيلي بدرب غلف بالدار البيضاء.
– الزاوية التجانية بدرب مولاي الشريف بالدار البيضاء.
– الزاوية التجانية بدرب السبليون بالدار البيضاء.
– الزاوية التجانية لسيدي العربي بن السائح بالرباط.
– الزاوية التجانية العتيقة بطنجة.
– الزاوية التجانية بالدشيشة بالقصر الصغير.
– الزاوية التجانية بولعيش قرب تطوان.
– الزاوية التجانية العتيقة بتطوان.
– الزاوية التجانية بالجرف بأكادير.
– الزاوية التجانية بمدينة إنزكان.
– الزاوية التجانية البحرية بحي ليزاميكال بأكادير.
– الزاوية التجانية الحاج الحسين الإفراني بتزنيت….[3]
ولمعرفة الخطوات المتبعة في هذه الرحلات نأخذ كمثال الرحلة التي قام بها أبناء هذه الزاوية إلى مدرسة إيكضي في غشت من سنة 2002م، فقبل القيام بالرحلة كلف الطلاب بالبحث في الموضوع، وهو مدرسة إيكضي في هذه الحالة، حيث أنجزوا تقريرا جماعيا عن المدرسة بعنوان: “دور المدارس العلمية الأصيلة العتيقة في المحافظة على أصول الشريعة الإسلامية، مدرسة إيكضي نموذجا”، عرف من خلاله الطلبة بالمدارس العتيقة وتنظيماتها ومناهجها والعلوم المدرسة بها، كما تطرقوا فيه إلى تأسيس مدرسة إيكضي، وأهداف التأسيس، وترجموا لبعض الشخصيات التي درست بهذه المدرسة…، و طبع هذا التقرير على الحاسوب ووزع على جميع الطلبة.
بعد أن يأخذ كل الطلبة فكرة لا بأس بها عن الوجهة المقصودة، تنظم رحلات في العطل المدرسية ليتمكن كل الطلبة من حضورها، وتمتد هذه الرحلة على مدى أيام عديدة، تتجاوز في بعض الأحيان الأسبوع، يتم خلالها زيارة العديد من المناطق. وكمثال على ذلك هذه الرحلة التي تمت فيها زيارة المناطق الآتية:
- مدرسة أوخريب.
- زاوية الحاج الحسين الإفراني.
- مدرسة إيرازان.
- مدرسة إيكضي.
- زاوية أولاد تايمة.
- زاوية تامراغت.
- زوايا الجرف بإنزكان.
ويقوم تلامذة سيدي محمد الكبير التجاني خلال هذه الرحلات بالمشاركة في أنشطة المدارس أو الزوايا التي يزورونها.
ويقوم مجموعة من السادة مريدي الزاوية بالتطوع بكل إمكانياتهم المعنوية والمادية وبالإشراف على تنظيم هذه الرحلات ومن بينهم السادة الحاج امبارك أنزيض والحاج محمد السعيدي والحاج ابراهيم أنزيض والحاج بلعيد أنزيض، ويسهرون على إنجاح هذه الرحلات بهدف التواصل مع الزوايا والمدارس العلمية العتيقة لشحن التلاميذ إيمانا وعلما وأخلاقا.
* تأسيس مجلة:
لقد أدرك المشرفون على الزاوية التجانية ببريمة أن أعظم وسيلة للتعليم هي دفع الطلبة إلى الإنتاج، فالطالب بها لا يكتفي بالتلقي، بل يتجاوز ذلك إلى الإنتاج الأدبي والعلمي كل على حسب مقدرته، و هكذا تم إنشاء مجلة يساهم فيها هؤلاء التلاميذ بمواضيع مختلفة، تحمل اسم: “مجلة الإشراقة”، تصدر ثلاث مرات في السنة في المناسبات التالية: عيد الفطر وعيد الأضحى وعيد المولد النبوي، وقد صدر العدد الأول من هذه المجلة في عيد الفطر لسنة 2001م، و في العيد النبوي الأخير صدر العدد التاسع، أما موضوعات هذه المجلة فكلها دينية ومنها ما هو مرتبط بأمور الطريقة التجانية ومواضيع مختلفة.
وكل طالب أنجز موضوعا ما يقوم بكتابته بنفسه على الحاسوب الذي تملكه الزاوية، حتى يتمكن من إتقان استعماله، و يتم طبع نسخ عديدة من هذه المجلة على الحاسوب وتوزيعها مجانا على راود الزاوية.
*الاحتفال بعيد المولد النبوي:
يستعد تلامذة الزاوية للمشاركة في احتفالاتها بالعيد النبوي، إذ يقومون بإعداد مجموعة من الأمداح النبوية، حيث ينتقون أبياتا مختارة من قصائد لشعراء مشهورين يدور موضوعها حول مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويرتبونها ترتيبا يحافظ على وحدة الموضوع، وعلى تناسق الألحان، ثم يتدربون على أدائها حتى يتمكنوا من ذلك، و يتم كل ذلك بإشراف المقيمين الزاوية من ذوي الخبرة.
وما يثير الانتباه هو أن ما يعده الطلبة من أمداح يحفظه الكل، الصغار والشباب والكبار، ولعل في ذلك تقديرا لجهد هؤلاء الطلبة وتشجيعا لهم على المزيد من العمل.
*توفير مكتبة وحاسوب للزاوية:
بإذن من سيدي محمد الكبير التجاني قام تلامذته مدعمون بجهود المحسنين بتزويد الزاوية بحاسوب متكامل (آلة طبع – وآلة كشف الوثائق – وآلة دمج الأسطوانات بكل أنواعها) كما زودوها بآلة تصوير على أحدث طراز، لتصوير الجلسات وتوثيقها، وزودوها بتعاون مع السادة المقدمين والمريدين والمحبين بكتب قيمة، نذكر منها موسوعة معلمة المغرب (23 مجلدا) تفسير روح المعاني (16 مجلدا) الفقه على المذاهب الأربعة (5 أجزاء) التاج الجامع للأصول (5 أجزاء) موطأ شرح الزرقاني (4 أجزاء) وغيرها من الكتب التي تزخر بها مكتبة الزاوية، وبهذه المناسبة أدعو محبي الزاوية المباركة بالتبرع ببعض الكتب لإغنائها.
* الإشادة بمجهود التلاميذ:
لقد أشاد مجموعة من الأشخاص بمستوى هؤلاء التلاميذ، و من بين الشهادات نذكر شهادة أحد أحفاد الشيخ التجاني وهو سيدي محمود جلال الدين بن سيدي محمد المختار التجاني، والذي قال: «(…) أننا وقفنا وقفة أخوية إلهية فيه وبه و إليه، بزاوية بريمة بمدينة مراكش حفظها الله و من بها من خاصة و أحباب، وبهذه الساعة (…) يشرفني بأن أدون(…)قائلا أن هذه الزاوية بها كنوز ثمينة عظيمة عظم ما سمعناه و رأيناه ونخص بالذكر كافة من تعلق بالزاوية من فقراء و أحباب و الوجوه النيرة علامة الفتح و النصر التجاني السادة أبناء المدرسة القرءانية و من سهر على تعليمهم و تدبيرهم و السلوك بهم إلى أأمن طريق وليس لنا من نصيحة نظيفها إليهم لأنهم أبدعوا حفضا و أداءا و تطبيقا»[4].
و قال في حقهم العارف بالله سيدي محمد الكبير بن الحاج الأحسن البعقيلي الحسني: «الأبناء البررة الأخيار، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد تأثرت بعبارات كتابكم الرقيق رقة أرواحكم اللطيفة، وأنتم في طفولتكم البريئة، بما لمسته وأحسست به فيكم من فضل التربية الحسنة ووقع التهذيب الصالح…»[5].
وقال في حقهم الفقيه الجليل والخطيب الفصيح السيد عبد الله عبد المالك نزيل الزاوية المباركة لسيدي محمد الكبير التجاني أثناء تلقيه التكوين بالمجلس العلمي لجهة مراكش تانسيفت الحوز:
قال في قصيدة طويلة يمدح فيها سيدي محمد الكبير التجاني المقدم بالزاوية:
ساغت لـه بذي البراعـم راحــــة راق السمــاع إلـى النشيـــد لفتيــــة
وقال في حقهم العلامة الجليل والفقيه النحرير سيدي بنحمو الحاج أحمد ابن العالم والفقيه سيدي الحاج الطاهر المقدم بالزاوية العتيقة بتطوان.
“أما ما أقوله بالنسبة لهؤلاء الأولاد، لهؤلاء الأنوار، لهذه المجموعة المباركة من الأزهار، أقول لكم يا أولاد، ويا أحباب هنيئا لكم بإقبالكم على هذا المنهج الذي سيجعل منكم في المستقبل القريب إن شاء الله رجالا بررة وقدوة حسنة لأمثالكم وللكثير من أبناء هذه الأمة. وهنيئا لآبائكم وأمهاتكم. نهنئ آباءكم وأمهاتكم بكم، الثمار الطيبة اليانعة والزكية والذكية بروائحها العطرية. هنيئا لكم تشبون من صغركم وتكبرون على محبة الله ومحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحبة أهل بيته الطاهرين ومحبة تعظيم حرمات الله… وما أبشركم به أن تعلموا أن القدرة الإلهية تصرفت فيكم ووجهت قلوبكم بواسطة أساتذتكم إلى هذا الخير لتكونوا حصنا حصينا من عذاب الله لهذه الأمة بصفة عامة ولهذا البلد الذي أنتم فيه وعلى هذا العمل بصفة خاصة… زاد الله في معناكم وكثر في الأمة من أمثالكم ووفقكم جميعا…”6.
وقال في حقهم الأستاذ الجليل والكاتب البارع سيدي أحمد البعقيلي: “يشرفني أن أحظر في هذا الحضور المبارك المليئ بأصوات صداحة ملائكية تجود بنفائس الأمداح النبوية الشريفة الطاهرة التي ترسخ رناتها في أعماق القلوب وتنشرح لسماعها الصدور وتشتفي بها الأسقام وتزال بصداها الأكدار والأغيار”.
وقال في حقهم إمام وخطيب مسجد تغمي بالأطلس الصغير: “إخواننا وأحبتنا في الله فقراء وتلامذة سيدي محمد الكبير التجاني رضي الله عنه … في الحقيقة عندما تجد مثل هؤلاء الشباب الأطفال متعلقين مجتهدين بمديح الرسول صلى الله عليه وسلم ومديح سيدنا الشيخ التجاني رضي الله عنه … يقاومون التيارات الجارفة نحس بأن الدنيا لا زالت بخير، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، ولمثل هذا فليعمل العاملون، وقبل أن نختم هذه الكلمات في حقكم نشكركم جزيل الشكر على زيارتكم…”.
وقال في حقهم الفقيه والحافظ إمام وخطيب مسجد فاطمة الزهراء بحي البرنوصي بالدار البيضاء أثناء زيارتهم لمدرسة بوعنفير شتنبر 2003.
“إستقبال زاويتنا قافلة النور… براعم (تلامذة سيدي محمد الكبير التجاني بزاوية بريمة مراكش) أتحفت الجميع بأصواتها الشدية الندية بأمداح رسول الله صلى الله عليه وسلم، مما يدل على أن الخير لا يزال في هذه الأمة كما وعد بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم…”.
خلاصة: من خلال هذه المداخلة يتبن أن أبناء الزاوية التجانية بحي بريمة وعلى رأسهم سيدي محمد الكبير التجاني، قاموا بمجهودات جبارة من أجل إحياء زاويتهم وإعادة النشاط والحيوية إليها، بعدما طالها الإهمال وكاد تصبح في طي النسيان فأصبحت اليوم قطبا دينيا يشع هدى وخيرا وبركة، وغدت مفخرة لكل التجانيين بمراكش، بل بالمغرب، والعالم الإسلامي، وكلنا – سواء الفقراء التجانيون أو محبي الطريقة التجانية- مطالبون بدعم هذه المجهودات وشد عضد المشرفين على هذه الزاوية، لما في ذلك من خير لنا وللأمة الإسلامية.
وشكرا على حسن الإصغاء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
[1] – مجلة الإشراقة، مجلة دورية لتلاميذ سيدي محمد الكبير التجاني، العدد 4، فاتح شوال 1423هـ/6 دجنبر 2002م، مرقونة، ص 25.
[2] – ربما يصل عدد الرحلات إلى أربع رحلات في السنة.
[3] – رواية شفوية من مقدم الزاوية التجانية بحي بريمة.
[4] – محمود جلال الدين (التجاني)، كلمة كتبها بتاريخ 3 رجب 1421هـ/2000م في الدفتر الذهبي للزاوية التجانية ببريمة بمناسبة زيارته لها.
[5] – محمد الكبير (البعقيلي)، كلمة في حق تلاميذ الزاوية التجانية ببريمة، بمناسبة زيارتهم للزوايا التجانية بالدار البيضاء.