نص رسالة سيدي محمد البشير بن مولانا أحمد التجاني المنظمة لشؤون زاوية فاس
الأحد 4 جمادى الآخرة 1442هـ 17-1-2021م
1٬011
نص رسالة سيدي محمد البشير بن مولانا
أحمد التجاني رضي الله عن الجميع
ولتمام الفائدة ننقل هنا ما كتبه في هذه المسألة سيدنا محمد الكبير وسيدنا محمود وسيدنا علي مع ما كان حرره سيدنا محمد البشير قبل ذلك ونصه:
“الحمد لله. وصلى اله على سيدنا محمد وآله وسلم.
“من عبد ربه من فضله بلوغ الأماني، في الدنيا ودار التهاني محمد البشير بن مولانا سيدي محمد الحبيب بن القطب المكتوم، والبرزخ المختوم، سيدنا ومولانا أحمد التجاني، رضي الله عنهم وعنا بهم آمين.
“إلى كافة الفضلاء أحبابنا فقراء فاس من غير تخصيص كبيرا وصغيرا كل واحد باسمه وعينه. السلام عليكم ورحمة الله تعلى وبركاته.
“وبعد فإني أحمد لكم الله الذي لا إله إلا هو، وأسأله أن يفيض عليكم فيض العناية، وأن يكسوكم حلل القبول والإقبال منه، وأن يجعل المحبة الكاملة من الشيخ رضي الله عنه وعنايته الكافية التامة فيكم وفي بنيكم ما تناسوا آمين.
“يليه بلغني عنكم أمورا اخترعتموها في الطريقة برأيكم مع علمكم أن الشيخ لم يأمر بذلك ولم يرضاه.
“منها أنكم تقرؤون الوظيفة على الأموات في الديار على الفقراء وغيرهم.
“ومنها كثرة الأيمة وكثرة المقاديم. وهذا كله تلاعب في الطريقة.
“ومنها حضور النسوة في الوظيفة وصبيحة يوم الخميس. ولم يكن في زمن الشيخ رضي الله عنه إلا إماما واحدا ومقدما واحدا.
“ومنها دخول الأطفال للزاوية ولم يمنعهم أحد. وقد كان سيدنا الشيخ أمر السلطان مولاي سليمان أن ينهى الأطفال عن دخول المساجد قائلا:لا شك أن أرجلهم متنجسة، كما هو موجد عندنا بخط الشيخ رضي الله عنه.
“ومنه ذكر عصر يوم الجمعة يجتمعون الفقراء البعض يذكر وهو القيلن والكثير يتكلمون بالكلام الدنيوي كأنها في حقهم غير لازمة وهي شرط في الطريقة.
“ومنها أنكم اتخذتم الزاوية مثل القهوة للنوم وحديث الدنيا. وهذا عين السخط ولقد علمتم أنها ما بنيت إلا للذكر كغيرها من المساجد الملحوظة من اللغو والعبث أو أشد.
“وأيضا بلغني أن خزانة الكتب المحبسة على الزاوية كلها ضاعت ولم يبق منها إلا النزرن كل من استعار كتابا لا يرده.
“وأيضا ذبائح الزاوية تولاها احمد التازي ويقسمها برأيه ولا يدفعها لمن يستحقها. فلآن أننا عزلناه عنها فلا يتصرف فيها بشيء ولا يقربها.
“وكذلك الوظيفة التي تقرأ في الديار لا يقرؤها لا هو ولا لغيره من امر بقراءتها في الديار فقد رفعت عنه الإذن.
“أما المحراب فإننا أمرنا السيد محمد كنون لا يتقدم إليه غيره إلا في غيبته ينوب عنه السيد محمد بن العابد لا غير.
وأما أمر الهيللة فإننا أمرنا السيد محمد كنون يكون أمرها على يده لا يتقدم عليه أحد وتكون سردا كما نفعله الآن ألف ومائتان لتجتمع عليها كافة الفقراء. وقد أذناه ـ يعني السيد امحمد كنون ـ يعطي أوراد الطريقة. وأذنا له فيها ظاهرا وباطنا. ولا يتقدمه أحد في تلقين الورد وفي الإمامة إلا إذا غاب يجعل نائبا على يده.
“وإننا جعلنا السيد القطب الطيب السفياني مقدما على الزاوية كما كان سيدي الغالي.
“وكذلك أمر الذبائح هو الذي يتولى أمره يدفعه لمستحقه.
“وأما الزاوية قلا تفتح إلا في أوقات الصلاة حفظا من يشاء والدراري وجماعة اللهو. وأما أمر الدراهم التي أخذتموها من الناظر على وجه السلف فلا علينا وإننا سامحناكم فيه. وفي الحقيقة أمر الزاوية كله راجع إلينا وإننا سامحناكم فيما تأخذونه من الربيعة في هذا العام لتصرفوه على الدار حتى تتم الدار.
“ونسأل الله لكم ولأولادكم أن يتولاكم بعناية وولايته وأن يختم لنا ولكم بالإسلام ومحبة سيدنا على المقام إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه. وكتب يوم 26 ربيع الثاني عام 1315” اهـ.
