الخطب

غفلة الناس عن خطورة السيئات الجارية يوم القيامة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 *( خطبة الجمعة في موضوع  )*:

[غفلة الناس عن خطورة السيئات الجارية يوم القيامة]

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*الحمد لله قال و هو أصدق القائلين: (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ) [يس: 12]

* و الصلاة و السلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد خاتم الانبياء          و المرسلين

* و نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، قال عز شأنه:  (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَاوَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا)

* ونشهد أن سيدنا و نبينا و مولانا محمدا عبد الله و رسوله  فصلى الله عليه و سلم من نبي أمين، ناصح حليم، وعلى آله وصحابته  و التابعين، وعلى من حافظ على دينه و شريعته و استمسك بهديه و سنته إلى يوم الدين

* أما بعد ، من يطع الله و رسوله فقد رشد و اهتدى، و سلك  منهاجا قويما  و سبيلا رشدا ومن يعص الله و رسوله فقد غوى  و اعتدى، و حاد عن الطريق المشروع و لا يضر إلا نفسه و لا يضر أحدا، نسأل الله تعالى أن يجعلنا و إياكم ممن يطيعه  و يطيع رسوله، حتى ينال من خير الدارين أمله و سؤله، فإنما نحن بالله و له .

عباد الله : اعلموا أن الإنسان يفاجأ يوم القيامة بسيئاتٍ عظيمة، لم يكن عملها هو بنفسه، ولا باشرها بيده، لكنها كتبت عليه، سيئات كالجبال مهلكةٍ لصاحبها، من أين أتت؟ وكيف كتبت؟! إنها السيئات الجارية: وما أدراك ما السيئات الجارية؟!.

السيئات الجارية؛ سيئات تكتب على صاحبها وهو في قبره،سيئات مستمرة متواصلة لا تتوقف أبداً، يموت صاحبها وينقطع عن هذه الدنيا، ولا تزال تكتب وتسجل كل يوم، بل إنها تتضاعف بمرور الأيام والليالي، وهو محبوس في قبره، لا يستطيع أن يوقفها.يقول الله تعالى:(إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ) [يس: 12 )   و المعنى أن الله يقول :نسجل عليهم أعمالهم التي عملوها في الدنيا سواء أكانت هذه الأعمال صالحة أم غير صالحة. ونسجل لهم -أيضا- آثارهم التي تركوها بعد موتهم سواء أكانت صالحة كعلم نافع أو صدقة جارية … أم غير صالحة كدار للهو واللعب، و محل للقمار و شرب الخمر والدعارة     و كقناة إذاعية أو تلفزية أو فضائية تنشر الآراء الباطلة التي اتبعها من جاء بعدهم، و الصور الفاضحة الخليعة و أنواع الفتن المحرمة وسنجازيهم على ذلك بما يستحقون من ثواب أوعقاب(وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) أي: وكل شيء أثبتناه وبيناه في أصل عظيم، وفي كتاب واضح عندنا في يوم عظيم مهول شديد، تعرض فيه الأعمال التي سجلتها الملائكة،يقول الله تعالى: (لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ) [النحل: 25]. والأوزار جمع وزر وهو الشيء الثقيل، والمراد بها الذنوب والآثام التي يثقل حملها على صاحبها يوم القيامة، وكيف لا تكون ثقيلة وهي تتضاعف كل يوم؟! وكيف لا تكون ثقيلة وهي متواصلة مستمرة إلى يوم القيامة؟!كما قال تعالى(وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ) [العنكبوت: 13] وعبر سبحانه عن الخطايا بالأثقال؛ للإشعار بغاية ثقلها، وفداحة حملها، وعظيم العذاب الذي يترتب عليها. قال ابن كثير: “أي يصير عليهم خطيئة ضلالهم في أنفسهم، وخطيئة إغوائهم لغيرهم، واقتداء أولئك بهم”.

عباد الله: إن أصحاب السيئات الجارية ناس لم يكتفوا بفسادهم، بل تسببوا في إفساد غيرهم شعروا بذلك أم لم يشعروا، لقد زينوا الباطل للناس ودعوا إليه ونشروه، فكان هذا جزاؤهم، كما جاء في الحديث الذي رواه مسلم قال رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: “… وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ، كَانَ عَلَيْهِ مِنْ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أوزارهم شَيْئًا“. وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَنَّهُ قَالَ”: أَيُّمَا دَاعٍ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ فَاتّـُبِعَ، فَإِنَّ لَهُ مِثْلَ أَوْزَارِ مَنِ اتَّبَعَهُ، وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْئًا، وَأَيُّمَا دَاعٍ دَعَا إِلَى هُدًى فَاتّـُبِعَ، فَإِنَّ لَهُ مِثْلَ أُجُورِ مَنِ اتَّبَعَهُ، وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا[” رواه ابن ماجة

ألا فاحذروا ياعباد الله – خطورة سن المعاصي والذنوب، ونشر المحرمات وكيف أن صاحبها يأتي يوم القيامة محملاً بذنوب غيره،. ممن اقتدى به أو ضل بسبب ما نشره، أو وقع في معصية الله بسببه ، ولذا جاء في الصحيحين عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: “لَا تُقْتَلُ نَفْسٌ ظُلْمًا إِلَّا كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الْأَوَّلِ كِفْلٌ مِنْ دَمِهَا، لِأَنَّهُ كَانَ أَوَّلَ مَنْ سَنَّ الْقَتْلَ“. قال الإمام النووي” :وَهَذَا الْحَدِيث مِنْ قَوَاعِد الْإِسْلَام، وَهُوَ أَنَّ كُلّ مَنْ اِبْتَدَعَ شَيْئًا مِنْ الشَّرّ كَانَ عَلَيْهِ مِثْل وِزْر كُلّ مَنْ اِقْتَدَى بِهِ فِي ذَلِكَ الْعَمَل إِلَى يَوْم الْقِيَامَة”.

عباد الله:من هذه الآيات والأحاديث يتبين لنا أن هناك سيئات جارية تجري على صاحبها بعد موته وهو في قبره ومن تلك السيئات الجارية: الدعوة إلى المعتقدات الباطلة، أو نشر الأفكار المنحرفة التي تحارب الفضيلة وتدعو للرذيلة؛ سواءً عن طريق الصحف والمجلات، أو الكتب والقنوات، أو بالقصص والروايات، أو بالأشعار أو المقالات، فكل من نشر عقيدة أو فكراً مخالفاً لتعاليم الإسلام، فعليه وزر من انحرف بسبب هذه الأفكار إلى يوم القيامة.

ومن السيئات الجارية: نشر صور النساء المتبرجات، المتكشفات وما أكثر من يفعل ذلك في زماننا؛ مع كثرة وسائل الاتصال وتنوعها، فيتساهل البعض فينشر صور النساء المائلات المميلات، المثيرة للشهوات، فيكون حظه من الوزر أن يكتب عليه ذنب كل من نظر إلى تلك الصور التي نشرها.

فيا عبد الله: ألا تخشى على نفسك أن تكسب مليون سيئة، نعم مليون سيئة في وقت قصير؟! ألا تخشى أن تكون حمَّال أوزار؟! هل تريد أن تكون من أصحاب السيئات الجارية؟! الأمر يسير جداً وأسهل مما تظن!!.

أنت عندما تضع في صورتك الشخصية في الفيس أو الواتس أو غيرها من وسائل التواصل، أو عندما تنشر صورةً لفتاة متبرجة أو صورةً محرمة وما أكثرها، أو فيديو مثير للغرائز محرك للشهوات أو فيه سخرية و احتقار      و نميمة او نشر فضيحة أو خبر كاذب أو تروج شائعة لا أصل لها أو حديث مكذوبا على رسول الله صلى الله عليه و سلم أو على أصحابه والنتيجة أنك تحمل وزر كل من ينظر إلى ذلك او يقوم بدوره بتوزيعه و نشره إلى يوم القيامة ؛ تتضاعف أوزارك وتكثر ذنوبك!!.هذا بمجرد النظر إليها فقط ، لكن قد يترتب على هذه الصورة محرمات أخرى!!  فكيف لو وقع شخص في الفاحشة والفجور بسبب هذه الصورة أو فساد وترك الطاعة بسببها؛ فيكتب عليك مثل ذنبه وأنت لا تعلم!!. وهذا حال أولئك الذين ينشرون المقاطع الجنسية التي تدعو للزنا والفاحشة -عياذا بالله- كحال بعض الشباب بل        و حتى الكهول و الشيوخ و العياذ بالله يحمِّل هذه المقاطع والصور في جواله، ثم ينقلها إلى جوالات أصدقائه، والأصدقاء ينقلونها إلى أصدقائهم، وهكذا تزداد الدائرة ويتضاعف الإثم على من حمَّل ونشر وتستمر سيئاتُه     و لو بعد وفاته.فكم حُمِّل من وزر؟! وكم كتبت عليه من سيئة؟!, وكم أُثبت عليه من ذنب وهو غافلٌ لا يعلم؟! وصدق الله إذ يقول: (وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ * وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ)].الزمر: 47، 48[ عباد الله:اقرؤوا هذه الآية وتأملوها جيداً  (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) [النور: 19]. إن هذه الآية نزلت في قصة الإفك وبرآءة أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-، فجاءت هذه الآية تنديدا بالذين يحبون أن نشر أخبار السوء، وأفعال القبح والفواحش في أوساط المؤمنين.من أحب نشر أخبار الفواحش توعده الله بهذا(لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ) فكيف بمن يعمل ذلك؛ بنشر الصور الخليعة والمقاطع الخبيثة التي تثير الشهوات. إن نشر الفواحش هي من صفات المنافقين الذين قال الله فيهم: (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ) [التوبة: 67].

عباد الله: لقد استهان بهذا الأمر كثير من الناس في زماننا هذا استهانةً عظيمة، مع أن الله يقول في حق الذين يتناقلون أخبار الفواحش بألسنتهم فقط (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ ) [النور: 15] فكيف بمن يتجاوز القول باللسان إلى الفعل فإذا هو ينشر ويروج؟! سواءً كان ذلك عن طريق البيع أو الإهداء أو التبادل أو النشر أو غير ذلك، كل ذلك مما يجعل أصحابه من أهل السيئات الجارية بعد الموت.

أيها المؤمنون: إن انتشار المحرمات بين الناس، وفشوها في المجتمعات  من أسباب هلاك الأمم، فكم أزالت من نعمة، وكم جلبت من نقمة، وكم أحلَّت من بلية، فعن زينب بنت جحش -رضي الله عنها-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دخل عليها يوماً فزعاً يقول: “لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه” وحلق بأصبعيه الإبهام والتي تليها، قالت زينب: فقلت يا رسول الله: أنهلك وفينا الصالحون؟ قال“: نعم إذا كثر الخبث [رواه البخاري ومسلم]. فإذا كثر الخبث وانتشر وفشا في الناس فإن الله يهلك القوم جميعاً.   أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) ]. النور: 19، 21[

ونفعني الله و إياكم بالذكر الحكيم و كلام سيد الأولين والآخرين سبحان ربك رب العزة  عما يصفون،…  الخطبة الثانية

*الحمد لله على نواله و إفضاله، والصلاة  والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد النبي الأمي، الصادق الزكي، و على آله ، وعلى جميع من تعلق بأذياله ، و نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده و رسوله و بعد :

 أيها المومنون ها أنتم قد علمتم أن السيئات الجارية من أخطر الأمور، وأنه قد لا يدركها الكثير ممَن يشارك بها، فمن يروِّج للسيئات يَحمل كلَّ وِزر يترتَّب على هذا الترويج وهذا النَّشر، ومن يعين على المعصية ، فعليه وزر كل فاعل لها ، ومن يعلم الباطل ويدعو إليه ، فعليه أوزار كل من عمل بباطله وفساده وفسوقه ،فهذا النوع من السيئات جاوَز مجرَّد اكتساب الشخص لذنبه فقط؛ بل تعدَّاه إلى حمله لأوزار غيره ، بتعمُّده وسعيه لنشره للآخرين؛ .

وكلنا معرَّضون للذنوب، ولا ننسب العصمةَ لأنفسنا، ولكن مَن يكتسب ذنبًا فعليه بالتوبة وإخفاء ما كسبَت يداه، وأن يبتعد عن الذنوب والآثام والسيئات التي يتعدى وزرها للغير ، ويجري عليه وزرها في حياته وبعد مماته .

فتجد البعض قد لا يَكتفي بذنبه، ولكن يحبُّ مشاركةَ الآخرين له في هذا الذنب، فيجاهِر به، ويساعِد على نشره، وفي الحديث الشريف رادعٌ لكلِّ من تُسوِّل له نفسُه المجاهرةَ بالذنب؛ففي صحيح البخاري أن(أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ( كُلُّ أُمَّتِى مُعَافًى إِلاَّ الْمُجَاهِرِينَ ، وَإِنَّ مِنَ الْمَجَانَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلاً ، ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ ، فَيَقُولَ يَا فُلاَنُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا ، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ ) فاتقوا الله عبد الله و اعلموا ان النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قال: (لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعِ خِصَالٍ: عَنْ عُمُرِهِ، فِيمَ أَفْنَاه ؟ وعَنْ شَبَابِهِ، فِيمَ أَبْلَاهُ؟ وَعَنْ مَالِهِ، مِنْ أَيْنَ؟ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ؟ وَعَنْ عِلْمِهِ، مَاذَا عَمِلَ فِيهِ؟”. [رواه الترمذي].

واستعينوا على ذلك كله بالإكثار من الصلاة و التسليم على ملاذ الورى في الموقف العظيم، اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق  و الخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق، و الهادي إلى صراطك المستقيم، و على آله حق قدره و مقداره العظيم.صلاة تنجينا بها من جميع الأهوال والآفات، و تقضي لنا بها جميع الحاجات وتطهرنا بها من جميع السيئات، و ترفعنا بها أعلى الدرجات و تبلغنا بها أقصى الغايات من جميع الخيرات في الحياة و بعد الممات، آمين. و ارض اللهم عن أصحاب رسولك وخلفاء نبيك القائمين معه وبعده على الوجه الذي أمربه و ارتضاه و استنه خصوصا الخلفاء الأربعة، و العشرة المبشرين بالجنة  والأنصار منهم و المهاجرين، و عن آل بيت نبيك الطيبين الطاهرين وعن أزواجه الطاهرات أمهات المؤمنين، اللهم انفعنا يا مولانا بمحبتهم،  و انظمنا يا مولانا في سلك ودادهم، و لاتخالف بنا عن نهجهم القويم و سنتهم،(ربنا لاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب) ( ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولاتجعل في قلوبنا غلا  للذين آمنوا، ربنا إنك رؤوف رحيم .)

(سبحان ربك رب العزة عما يصفون، و سلام على المرسلين، و الحمد لله رب العالمين).

الخطبة من إنشاء عبد ربه الفقير إلى فضل الله و رحمته :

” ذ. سعيد منقار بنيس”

الخطيب بمسجد ” الرضوان ” لافيليت /عين البرجة/ الدار البيضاء

أستاذ العلوم الشرعية

بالمدرسة القرآنية التابعة لمؤسسة مسجد الحسن الثاني

مفتش منسق جهوي لمادة التربية الإسلامية للتعليم ثانوي متقاعد 

  البريدالالكتروني mankarbennissaid@gmail.com 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى