الخطب

الخير و الاخيار والشر و الأشرار

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

خطبة الجمعة في موضوع   *:

[ الخير و الاخيار والشر و الأشرار ]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*الحمد لله اتصف بصفات الكمال و نعوت الجلال، و تنزه عن الأضداد   و الأشباه و الأمثال * و الصلاة و السلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد سيد الخلق وحبيب الحق * و نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أثنى على نفسه بنفسه بما هو أهله فلا أحد يحصي الثناء عليه،       و حمد نفسه بنفسه فلا أحد يطيق حمده حق حمده إلا هو فالحمد حقيقة منه و إليه .*ونشهد أن سيدنا و نبينا و مولانا محمدا عبد الله و رسوله               و مصطفاه من خلقه و خليله،.فصلى الله عليه و سلم من نبي أمين، ناصح حليم  وعلى آله وصحابته من مهاجرين  و أنصار، وعلى من حافظ على دينه و شريعته واستمسك بهديه و سنته إلى يوم الدين         و القرار. * أما بعد، من يطع الله و رسوله فقد رشد و اهتدى، و سلك  منهاجا قويما و سبيلا رشدا ومن يعص الله و رسوله فقد غوى و اعتدى، و حاد عن الطريق المشروع و لا يضر إلا نفسه و لا يضر أحدا، نسأل الله تعالى أن يجعلنا و إياكم ممن يطيعه و يطيع رسوله، حتى ينال من خير الدارين أمله و سؤله، فإنما نحن بالله و له،

* عباد الله : موضوع خطبتنا اليوم عن الخير و الاخيار و الشر         و الاشرار ترغيبا وترهيبا على خطوات ونهج المصطفى الحبيب صلى الله عليه وسلم الذي بعثه ربه بشيرا و نذيرا و داعيا إلى الله باذنه        و سراجا منيرا.

أيها الناس، إن  كلمة “الخير” جاءت في القرآن على إحدى و عشرين وجها ، فهي من أحسن الكلمات في الدلالة على المزية و الفضل، وصفة إنسانية من أجمل الصفات تشير الى كمال الخُلق، وهي لفظ يحتوي على أقوال وأفعال وأحوال فيها منافع ولذات، وسعادة ومسرات. فأهل الخير في المجتمع ينتفعون وينفعون، ويَسعدون، ويُسعدون، كالغيث حيثما وقع نفع، وكالنور يبدد الظلمات، وينير بين الخلق الطرقات. ونفوسُ أهل   الخير على عمومه: نفوسٌ صافية نقية، لا يشوبها الكدر، ولا يعكر صفوَها القذر، لهم قلوب تجمَع المقاصد الحسنة، والإرادات الطيبة،      و لهم عقول  تسرح  في الأفكار النافعة، و تتطلع إلى الآفاق المفيدة    الجامعة، ألسنتهم منطلقة بالألفاظ العذبة التي تروي ظمأَ السامعين، وتنفعهم في أمر الدنيا والدين، وأيديهم ممدودة ببذل النفع للناس أجمعين، مكفوفة عن إيصال الأذية للخلائق. ثم إن الخير الذي هم أهله يتوزع على بوطنهم وظواهرهم، وسائر جوارحهم فبهذا الخير الذي تزينوا ارتاحوا وأراحوا، وسلِموا من الشر، وسلَّموا غيرهم منه، فما أجملَ حياتَهم، وما أجمل الحياة معهم.جعلنا الله و إياكم بمنه و كرمه منهم

عباد الله، إن أعمال الخير التي يصير بها المسلم من خيار عباد الله كثيرة، فمن جمعها فقد جمع الخير، ومن تحلى ببعضها فقد جمع من الخير بقدر ما تحلى به.والمتتبع لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يجد أنها قد زخرت بذكر خيار عباد الله بأعمال صالحة يعملونها، وبذلك نالوا هذا الوسام الكريم، ووصلوا بها إلى هذا الشرف العظيم.وما ذكره خير البشرية صلى الله عليه وسلم من الأعمال الصالحة التي حاز بها بعض الناس قصب السبق لإحراز الخيرية يتفرق في ميادين حياتية كثيرة؛ فقد ذكر رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم خير الناس في مجلات عديدة: ففي مضمار الحياة الإنسانية على جهة العموم يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركم بخيركم من شركم ؟) فقال رجل: بلى، يا رسول الله، قال: ( خيركم من يرجى خيره، ويؤمن شره، وشركم من لا يرجى خيره، ولا يؤمن شره (رواه أحمد والترمذي وابن حبان، وهو صحيح)وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وخير الناس أنفعهم للناس) رواه الدارقطني والقضاعي، وهو حسن.

ألا وإن أعظم المنافع: منافع الدين التي بها هداية من ضلالة، أو تعليم من جهالة، أو إعانة على فعل طاعة، أو تجنب معصية، أو كشف شبهة، وتنوير محجة تثبِّت المسلم على طريق الحق والصواب. ومن أعظم منافع الدنيا والدين: ولاية إمام عادل يسوس الدنيا بالدين، ويراعي

مصالح المسلمين، فيوصل إليهم ما استطاع من النعم، ويدفع عنهم ما قد

قدر من النقم.وفي مضمار الحياة السلوكية يقول رسول الله صلى الله

عليه وسلم: ( إن خياركم أحاسنـُكم أخلاقاً)[متفق عليه] فخيار الناس تعاملاً: من حسنت أخلاقهم، فبذلوا المعروف من لين جانب، وبشاشة وجه، وسهولة مخالطة، وتودد ورحمة، وصبر وحلم، وكفوا أذاهم عن الناس، فلم يجئ منهم للمؤمنين فحش ولا بذاء، ولا فظاظة، ولا ظلم ولا أذية، ولا كِبر ولا احتقار.يألفون ويُؤلفون، يُحِبون، ويحَبون، يتواضعون ولا يتيهون، فإنعامهم مبذول، وفضلهم بالاستمرار بين الناس موصول، فيحسنون إلى المخلوقين، ويحسنون عبادة رب العالمين.

وفي مضمار الحياة الاجتماعية، ومخالطة عموم الناس وخصوصهم يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم-حينما سئل: أي المسلمين خير؟ فقال: (خير المسلمين من سلم المسلمون من لسانه ويده) رواه مسلم ويقول نبي الله صلى الله عليه وسلم: (خير الناس ذو القلب المخموم، واللسان الصادق، قيل: يا نبي الله، قد عرفنا اللسان الصادق، فما القلب المخموم؟ قال: التقي النقي الذي لا إثم فيه، ولا بغي ولا حسد) رواه ابن ماجه والبيهقي، وهو صحيح.

ويقول رسول الله عليه الصلاة والسلام: (خيركم من أطعم الطعام، ورد السلام) رواه الحاكم وغيره، وهو حسن.وهذان الأمران من أعظم ما تقوى به رابطة الأخوة الإسلامية، وتشتد بهما محبة المسلمين؛ فإن إطعام الطعام-خاصة في أوقات الشدة- من أعظم أعمال الخير؛ لأن فيه حياة الأبدان، والعون على عبادة الله، وفي رد السلام نشر للسلام والأمن، والحب والإخاء، ونبذ للكراهية والتدابر، فمن فعل ذلك كان من خيار الناس.ويقول نبي الله صلى الله عليه وسلم: (خير الأصحاب عند الله تعالى خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره) رواه أحمد والترمذي والحاكم، وهو صحيح.فمن كان أكثر نفعًا في الحق لصاحبه، وأكثر إيصالاً للخير إليه، ودفعًا للشر عنه، فهذا أفضل الأصحاب؛ فخيرُ الصاحب لصاحبه برهانٌ على صدق صحبته ومحبته. ومن كان أكثر إحسانًا لجاره، وأكثر صبراً على أذاه، وأحرص على أداء حقوقه، وصرف الشرور عنه كان أفضل الجيران عند الله تعالى، وعند خلقه. قال تعالى: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ﴾ [النساء: 36].

وفي مجال الولايات والمسؤوليات في الوظائف العليا يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تجدون من خير الناس في هذا الشأن أشدهم له كراهية حتى يقع فيه)[متفق عليه].فبين صلى الله عليه وسلم أن خير الناس في الولايات هم الذين يكرهونها؛ خوفًا من التقصير فيها، أو الفتنة بها، كيف لا و قد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة(متفق عليه).

وهذا الكُرْهُ ـ أي كره التقلد بالمسؤوليات ـ آتٍ من تقواهم وعلمهم، وجودة عقولهم، وزهدهم عن الدنيا.

وفي مجال حقوق الناس المالية يحدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن خير الناس في اقتراض الأموال أحسنهم قضاء، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: (خيركم خيركم قضاء)( رواه أحمد والنسائي، وهو صحيح.).فمن اقترض من إنسان شيئًا فإنَّ من حسن القضاء: أن يسارع في رده إلى صاحبه، في وقته من غير مماطلة، وبصفته من غير نقصان أو تشويه، فإن زاد على الدين عند قضائه شيئًا من غير اشتراط الدائن فذلك إحسان وفضل، وليس بربا، فعن أبي رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استسلف من رجل بكراً، فقدمت عليه إبل من إبل الصدقة فأمر أبا رافع أن يقضي الرجل بكره فرجع إليه أبو رافع فقال: لم أجد فيها إلا خياراً رباعياً-يعني: أفضل من حق الدائن- فقال رسول الله: ( أعطه إياه؛ إن خيار الناس أحسنهم قضاء )(رواه مسلم)

وفي مجال التعلم والتعليم يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)(رواه البخاري)فمن تعلم القرآن مخلصًا لله تعالى، وقرأه وتدبره وعمل بما فيه، ثم علّمه الناس فهذا خير الناس في ميدان العلم النافع، والسبب: أنه اشتغل بأعظم كلام، وصرف جلَّ وقته وجهده على علمٍ من أعظم علوم الإسلام.

وفي فرصة الحياة يخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خير الناس في ذلك فيقول: (خير الناس من طال عمرُه، وحَسُن عمله، وشر الناس من طال عمره، وساء عمله( . رواه أحمد، والترمذي، والحاكم، وهو صحيح.)

وفي مجال الحياة الأسرية، والرابطة الزوجية يذكر لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الأقارب لأقاربهم، وخير الأزواج لزوجاتهم، وخير الزوجات لأزواجهن، فيقول عليه الصلاة والسلام: (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي)( رواه الترمذي وابن حبان، وهو صحيح.)ويقول عليه الصلاة والسلام: (وخياركم خياركم لنسائهم)( رواه الترمذي وابن حبان،وهو صحيح.

ويقول رسول الله عليه الصلاة والسلام: (خَيْرُ النِّسَاءِ إِذَا نَظَرْتَ إِلَيْهَا سَرَّتْكَ وَإِذَا أَمَرْتَهَا أَطَاعَتْكَ ، وَإِذَا غِبْتَ عَنْهَا حَفِظَتْكَ فِي مَالِكَ وَنَفْسِهَا ” . قَالَ : ثُمَّ تَلا هَذِهِ الآيَةَالرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ سورة النساء آية 34) (رواه ابوداود الطيالسي في مسنده)

سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين  و الحمد لله رب العالمين.

الخطبة الثانية

* الحمد لله على نواله و إفضاله، والصلاة  والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد النبي الأمي، الصادق الزكي، و على آله ، وعلى جميع من تعلق بأذياله، و نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده و رسوله        و بعد: عباد الله ، لايخفاكم أن الشر صفة مقيتة، وسيئة كبيرة، وعمل ينبئ عن نفس ذميمة، تحمل داخلها حقداً وحسداً، وبغضًا واستئثارا، وانحرافًا عن طريق الحق القويم؛ فلذلك صار أهل الشر مصدرَ خطر على أنفسهم، وعلى غيرهم، وعواملَ فساد وإفساد للمجتمعات والبيئات.

وكما أن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ذكر أمثلة على خيار الناس في مجالات شتى فإنه أيضًا ذكر أمثلة على شر الناس في ميادين متعددة كذلك.

ففي مضمار المجالسة والمخالطة ذكر رسول الله عليه الصلاة والسلام ان شر الناس في ذلك من ترك الناس مجالستَه والقربَ منه؛ لفحش قوله وفعله، وسوء ما يصدر عنه من ذميم المقال، وسيء الفعال، فقال عليه الصلاة والسلام: (إن شر الناس منزلة عند الله من تركه أو ودعه الناس اتقاء فحشه)(متفق عليه)

وفي مضمار التعامل بين الجهات المتباينة، وبين أهل الحق وأهل الباطل بيَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن شر الناس في ذلك ذو الوجهين، الذي يدخل الفساد بين العباد، ويثير الفتن، ويلبس النفاقَ شعاراً، وإرضاءَ الناس بالباطل دثاراً، ويتملق لكل طائفة بإظهار موافقته لها كذبًا وزوراً؛ من أجل الظفر بمصلحة دنيوية، فقال عليه الصلاة والسلام: (وتجــــدون شر

الناس ذا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه، ويأتي هؤلاء بوجه).و في مسند الامام احمد:(وإن من شر الناس رجلا فاجرا يقرأ كتاب الله لا يرعوي إلى شيء منه.) وفي سنن ابن ماجه عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(من شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة عبد أذهب آخرته بدنيا غيره). 

وفي مضمار زينة المرأة ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن شر النساء نساءٌ مظهراتٌ زينتَهن، مُبدِيات مفاتنهن للرجال الأجانب، معجباتٌ بأنفسهن ومحاسنهن حتى تكبرن واختلن. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خَيْرُ نِسَائِكُمُ الْوَدُودُ الْوَلُودُ الْمُوَاتِيَةُ الْمُوَاسِيَةُ ، إِذَا اتَّقَيْنَ اللَّهَ ، وَشَرُّ نِسَائِكُمُ الْمُتَبَرِّجَاتُ الْمُتَخَيِلاتُ وَهُنَّ الْمُنَافِقَاتُ لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْهُنَّ ، إِلا مِثْلُ الْغُرَابِ الأَعْصَمِ( البيهقي في سننه) “  فيا أيها المسلمون، كونوا من خيار عباد الله باطنًا وظاهراً، وافعلوا الخير لعلكم تفلحون، و استعينوا عباد الله على الاستجابة لأوامر الله و المبادرة إلى طاعته بالإكثار من الصلاة و التسليم على ملاذ الورى في الموقف العظيم، اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق و الخاتم لما سبق، ناصر الحق بالحق، و الهادي إلى صراطك المستقيم، و على آله حق قدره و مقداره العظيم، صلاة تنجينا بها من جميع الأهوال والآفات، و تقضي لنا بها جميع الحاجات و تطهرنا بها من جميع السيئات، و ترفعنا بها أعلى الدرجات و تبلغنا بها أقصى الغايات من جميع الخيرات في الحياة و بعد الممات آمين. و ارض اللهم عن أصحاب رسولك، و خلفاء نبيك  القائمين معه و بعده على الوجه الذي أمر به و ارتضاه و استنه خصوصا الخلفاء الأربعة، و العشرة المبشرين بالجنة والأنصار منهم و المهاجرين و عن آل بيت نبيك الطيبين الطاهرين، و عن أزواجه الطاهرات أمهات المؤمنين، اللهم انفعنا يا مولانا بمحبتهم، و انظمنا يا مولانا في سلك ودادهم   و لا تخالف بنا عن نهجهم القويم وسنتهم.

(ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب)

( ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان)

( ولا تجعل في قلوبنا غلا  للذين آمنوا، ربنا إنك رؤوف رحيم .)

(سبحان ربك رب العزة عما يصفون)

( و سلام على المرسلين، و الحمد لله رب العالمين).

الخطبة من إنشاء عبد ربه الفقير إلى فضل الله و رحمته :

” ذ. سعيد منقار بنيس”

الخطيب بمسجد ” الرضوان ” لافيليت /عين البرجة/ الدار البيضاء

أستاذ العلوم الشرعية

بالمدرسة القرآنية التابعة لمؤسسة مسجد الحسن الثاني

مفتش منسق جهوي لمادة التربية الإسلامية للتعليم ثانوي متقاعد 

  البريدالالكتروني mankarbennissaid@gmail.com 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى