بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد
أشرف المرسلين وعلى آله وصحابته أجمعين
أثر المحبة في منهاج الشيخ التجاني رضي الله عنه
مولاي الحسن الطالبي
اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق، والخاتم لما سبق، ناصر الحق بالحق، والهادي إلى صراطك المستقيم، وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم.
مولانا الشريف الشيخ سيدي محمد الكبير التجاني، أسيادي الشرفاء أحفاد شيخنا ومولانا القطب المكتوم سيدي أحمد التجاني رضي الله عنه، السادة مقدمي الطريقة التجانية الربانية المرعية، أحبابي المنتسبين إلى هذه الطريقة المحفوفة من الله بأعظم العناية من داخل المغرب وخارجه – السلام عليكم ورحمة الله وبركاته – إمتثالا لأمر مولانا الشيخ سيدي محمد الكبير الذي هو عين أمر مولانا الشيخ سيدي أحمد التجاني أقف أمامكم اليوم لأدلي بدلوي بين الدلاء لأستدر فيض الكمالات التجانية المحمدية القدسية.
فما بنفسي وقفت ولكنني بكم أقف وبكم أقول وإنما مثلي مثل مكبر الصوت مجرد آية لإبلاغ الصوت وليس لها من مضمون الصوت حظ ولا نصيب، فأحمد الله تعالى أن جعلني من هذه الآلات واستعملني في هذه المقامات، وأرشفني من هذه الفيوضات وذلك فضل الله يوتيه من يشاء، وإذا كان موضوع هذا الكلام هو – أثر المحبة في منهاج الشيخ التجاني رضي الله عنه – فإن ذلك يستدعي أن نتحدث عن :
المحبة –ثم عن المنهاج التجاني – ثم عن أثر المحبة في هذا المنهاج، فالمحبة عليها مدار السلوك عند أهل الله العارفين والعلماء العاملين والأولياء الواصلين فهي نقطة الارتكاز التي تتفرع المقامات وهي أعظم ما يربي به الشيوخ مريديهم وتلاميذهم وغاية ما يصل إليه السالك إذا اجتاز مقامات الخوف والرجاء والشكر والصبر والتوبة والزهد والتوكل والرضى.
والمحبة عند أهل اللغة معناها اللزوم والثبات قال الراغب حببت فلانا في الأصل بمعنى أصبت حبة قلبه وقال ابن منظور الحب الوداد والمحبة والحب نقيض البغض، وأما في الاصطلاح قال الراغب ميل النفس إلى ما تراه وتظنه خيرا وذلك ضربان أحدهما طبيعي والآخر اختياري.
قال الكفوي: المحبة إفراط الرضى وهو قسمان:
-قسم لابد منه في الإيمان: وهو قبول ما يرد من قبل الله من غير اعتراض في حكمه وتقديره.
وقسم لا يكون إلا لأرباب المقامات وهو ابتهاج القلب وسروره بالمقضى. والرضى فوق التوكل لأنه المحبة في الجملة والمحبة، الميل إلى ما يوافق المحبوب أو تقديم مراد المحبوب على مرادك وقيل إيثار المحبوب على جميع المصحوب وقيل موافقة الحبيب في المشهد والمغيب، وقيل خوف ترك الحرمة مع إقامة الخدمة، فهي إما للجمال كحسن الصورة والفضل والكمال، أو للإحسان كجلب النفع ودفع الضرر.
أنواع المحبة بحسب المحبين:
فالمحبة بحسب المحبين ضربان، 1- طبيعي، 2- اختياري
فالطبيعي يكون في الإنسان والحيوان وقد يكون في الجمادات، والاختياري أربعة أضرب:
ما يكون للشهوة وأكثر ما يكون في الأحداث
ما كان للمنفعة ومن ذلك ما يكون بين التجار وأصحاب الصناعات والمذاهب،
ما كان مركبا من الضربين وذلك كمن يحب غيره لنفع ويحبه ذلك الغير لشهوة
ما كان للفضيلة كمحبة المتعلم للعالم وهي المحبة الباقية على مرور الأوقات
وأما الثلاثة الأولى فقد تطول مدتها وقد تقصر
أنواع المحبة بحسب المحبوبين:
وللمحبة بحسب من نحبهم أنواع ثلاثة وهي محبة الله ومحبة رسوله ومحبة الخلق، فمحبة الله تعالى هي أن تهبه كلك فلا يبقى لك منك شيء والمراد أن تهبه إرادتك وعزمك وأفعالك ونفسك ومالك ووقتك وتجعلها حبسا في مرضاته فلا تأخذ لنفسك منها إلا ما أعطاك فتأخذه منه له.
والمحبة هي معقد نسبة العبودية لله فهي معقودة بها بحيث متى انحلت المحبة انحلت العبودية وهي روح الإيمان والأعمال والمقامات والأحوال التي متى خلت منها فهي كالجسد الذي لا روح فيه.
ولقد ذهب أهلها بشرف الدنيا والآخرة أذلهم من معية محبوبهم أشرف نصيب وقد قضى الله يوم قدر مقادير الخلق بمشيئته وحكمته البالغة أن المرء مع من أحب، فيا لها من نعمة عل المحبين سابغة، فيها سبق القوم السعاة وهم على ظهر الفرش نائمون وبها تقدموا الركب بمراحل في سيرهم واقفون.
من لي بمثل سيرك المدلل | تمشي رويدا وتجي في الأول |
قال صلى الله عليه وسلم: “ما فاتكم أبو بكر بكبير صلاة ولا بكبير صيام، ولكن بشيء وقر في الصدر”.
ولقد كثر المدعون للمحبة ولهذا طولبوا بإقامة البينة على صحة الدعوة فلو يعطى الناس بدعواهم لادعى الخليُّ حرفة الشجيِّ، “قُل إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُم الله” فهنا تأخر الخلق كلهم وثبت اتباع الحبيب في أقواله وأفعاله وأخلاقه، فطولبوا في سبيل المحبة بأموالهم وأنفسهم (إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ المُومِنِينَ أَنْفُسَهُم وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُم الجَنَّة)، فقدمها المحبون وسقوا شجرة المحبة بماء الإخلاص وآتت أكلها فثبت أصلها واتصل فرعها وصعد سعيها.
ولقد تكلم الناس في أسباب المحبة وموجباتها وعلاماتها وشواهدها وثمراتها وأحكامها فدارت حدودهم ورسومهم على هذه الستة وتنوعت بهم العبارات وكثرت الإشارات وقصرت الأفهام عن إدراك الغايات. فحاموا حولها ولم تنكشف حقيقتها إلا لأخص خاصة الخاصة.
فالأسباب الجالبة لمحبة الله والموجبة لها عشرة :
- قراءة القرآن والتدبر والتفهم لمعانيه
- التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض
- دوام ذكر الله على كل حال باللسان والقلب والعمل والحال
- إيثار محابه على محابك عند غلبات الهوى
- مطالعة القلب لأسمائه وصفاته ومشاهدتها ومعرفتها
- مشاهدة بره وآلائه ونعمه الظاهرة والباطنة
- وهو أعجبها انكسار القلب بكلية بين يدي الله تعالى
- الخلوة به وقت النزول الإلهي لمناجاته وتلاوته كلامه والوقوف بالقلب والتأدب بآداب العبودية ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة
- مجالسة المحبين الصادقين
- مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل
قال تعالى : “يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَاتِي الله بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَه أَذلةٍ عَلَى المُومِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لاَئِم”. فذكر الله لأهل المحبة أربع علامات، الأولى أنهم أذلة والثانية أعزة، ومعناه أنهم رحماء مشفقون على المومنين أشداء على الكافرين والعلامة الثالثة الجهاد في سبيل الله بالنفس واليد واللسان والمال وذلك تحقيق دعوى المحبة، والرابعة أنهم لا تأخذهم في الله لومة لائم وهذا علامة صحة المحبة.
والقرآن والسنة مملوءان بذكر من يحبه الله سبحانه من عباده المومنين وذكر ما يحبه من أخلاقهم وأفعالهم وأقوالهم فلو بطلبت مسألة المحبة لبطلت جميع مقامات الإيمان والإحسان ولتعطلت منزلة السير إلى الله فمن لا محبة له لا إسلام البتة.
ثانيا محبة الرسول صلى الله عليه وسلم، فمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم هي دليل الإيمان الصادق مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم: “لا يومن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ماله وولده ووالده والناس أجمعين” وليس هذا الحب مجرد عاطفة جوفاء وإنما هو حب حقيقي نابع من القلب ومن العقل معا، ودليل صدق تلك المحبة هو اتباع المصطفى في كل ما أمر به أو نهى عنه، فالمحب مطيع دائما لمن يحبه ولذلك قيل:
لو كان حبك صادقا لأطعته
|
إن المحب لمن يحب مطيع
|
ثالثا: محبة الخلق، ومحبة الخلق أنواع عديدة أفضلها محبة المومن لأخيه في الله، أي حبا خالصا لا منفعة من ورائه، ثم إن محبة الخلق بعضهم الله تعالى إنما هي في الحقيقة من محبة العبد لربه. روى البخاري عن أنس ابن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “آية الإيمان حب الأنصار وآية النفاق بغض الأنصار” وروى مسلم عن أبي ذر قال: قال علي رضي الله عنه: “والذي برأ النسمة أنه لعهد النبي الأمي إلى ألا يحبني إلا مومن ولا يبغضني إلى منافق” وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأنواع الثلاث ذاكر ما بينها من الترابط والتلازم فقال صلى الله عليه وسلم: “أحبوا الله لما يعدكم به من نعمه وأحبوني لحب الله وأحبوا آل بيتي لحبي”.
فجملة الآيات الواردة في المحبة 39 وجملة الأحاديث ست وسبعون وجملة الآثار عن الصحابة 19.
المسألة الثانية المنهاج:
النهج والمنهاج الطريق الواضح فالمنهاج بناء مبالغة. قال ابن عباس وغيره عند قوله تعالى: “لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجَا“، معناه سبيلا وسنة. فعلى هذا يكونان متغايران فلهذا ذهب بعض المفسرين إلى أن الشريعةَ الأحكامُ والمنهاجُ المعتَقَدُ إلا أنه فيه بُعد، وأكثرهم على أن الشرعة والمنهاج في هذه الآية لفظان بمعنى واحد، وذلك أن الشرعة والشريعة هي الطريق إلى الماء وغيره مما يورد كثيرا، فمن ذلك قول الشاعر:
وفي الشرائع من جلال مقتنص
|
بال الثياب حفي الصوت مندوب
|
أراد في الطرق إلى المياه ومنه الشوارع وهي سكك المدن ومنه قول الناس وفيها يشرع الباب والمنهاج أيضا الطريق، ومنه قول الشاعر:
من يك في شك فهذا نهجي – ماء رواح وطريق نهج
ومن المعلوم أن الآية خاطب بها الله نبيه صلى الله عليه وسلم بأن الأمم السابقة لها شرائعها ومناهجها وهي غير صالحة لك بل اتبع شرعك ومنهاجك. إذا فما هو منهاج الشيخ التجاني رضي الله عنه؟
إن شيخنا التجاني رضي الله عنه له منهاجان، الأول منهاج وصل به إلى مقام ما وراءه مقام، والثاني منهاج رسمه لأصحابه كما بينه له رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا كانت الشرائع خاصة بالأنبياء فالمناهج لا تختلف بهم ما دام يراد بها الطريق المسلوك إلى غايةٍ ما.
وغاية طرق ومناهج العلماء الربانيين الوصول إلى حضرة الحق سبحانه “وإن إلى ربك المنتهى”.
وهي الأساس الثالث الذي يلزم الناس الرجوع إليه بعد القرآن والحديث، قال تعالى: “لعلمه الذين يستنبطونه منهم”، وقال سيدنا علي كرم الله وجهه: “أوفهمنا من القرآن يوليه الله رجلا من المسلمين فاختلفت الفهوم وكثرت الاجتهادات”.
وكل يدعي وصلا لليلى – وليلى لا تقر له بذاك
وبسبب —- شيخنا محبته في سلوك المناهج التي رسمها سابقوه من أهل الله أبلغه الله الصراط المستقيم الذي تنشده جميع الخلائق في كل وقت وقد قرر هذا من ليس على طريقته من العلماء، فقال الشيخ محمد مصطفى ماء العينين في كتابه (نعت البدايات): ومن علامات صدق المريد في طريقته أن تهديه إلى الطريقة التجانية
ويقول العلامة محمد المختار السوسي رحمه الله: فالطريقة التجانية لا يدخلها إلا الخواص ولا تقبل كل من هب ودب.
لقد رسم لنا شيخنا رضي الله عنه بفضل من الله وتوفيق منه منهجا مداره على شيء واحد وهو إخلاص المحبة لله وفي الله وبالله، فمن إخلاص المحبة لله أكد علينا رضي الله عنه في الالتزام برسوم الشريعة على الوجه الأكمل وآكدها المحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها ومع جماعة أهل السنة ونهانا أن نصليها خلف أهل الأهواء والبدع وخلف مبغض لذريته صلى الله عليه وسلم لأنه لا يرى أن يجتمع بغضهم مع إيمان في قلب واحد. كما أكد علينا في الأسباب الموصلة إلى محبة الله من قراءة القرآن بتدبر وإمعان وقرر أن أقل ما يجزئ القارئ في اليوم حزبان. وأكد على رواتب الصلوات وقيام الليل حتى قال لمن قال له أنا يا سيدي لا أستطيع أن أصلي قبل الفجر ركعتين: دع سبحتنا فأنت لا تصلح لطريقتنا.
ومحبة في رسول الله صلى الله عليه وسلم عظم رضى الله كل من انتسب إليه من سائر أفراد أمته وتمسك بعدم جواز الزكاة لآله الطيبين لأنها أوساخ الناس وهو عين ما صرح به القرآن حيث قال سبحانه: – خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها- ومحبة من شيخنا رضي الله عنه في أهل الله وأولياءه الصالحين كشرط على المنتسب لطريقته خوفا عليهم من أن يصيبهم في ذلك أذى، قال الشعراني رضي الله عنه: غالب المريدين لا يخلو غالبا إذا اجتمع بغير شيخه من ثلاثة أمور: إما أن يحتقره ويعظم شيخه فيمقت، وإما أن يعظمه على شيخه، فيخون عهد شيخه ويمقت أيضا، وإما أن لا يظهر شيئا من اعتقاد وعدمه، فلا فائدة إذن في الاجتماع وفي الفتح الرباني وما استأنس به المشايخ المانعون أصحابهم من زيارة غيرهم فما أخذهم العهد على المريد في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: لأ يومن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ماله وولده والناس أجمعين- ثم قال ومن المعلوم عند كل من له أدنى ذوق في علوم الرجال أن المحبة الصادقة لا تقبل الشركة بحال وقد وقع في بلاد سوس أن بعض أهل العلم انتقد هذا الشرط من شيخنا وكان في المجلس رجل عامي فقال للعالم إني أريد أن أجيبك عن هذه المسألة فقال ما جوابك؟ إنما مثلنا كمثل القناص إذا أراد أن يصطاد أغمض إحدى عينيه، أتراه لبغض يغمضها أو هو محب لها؟ قال: بل هو محب لها، قال فذلك مثلنا، نغمض عينا نحبها ونقتصر في الاستمداد على عين نحبها.
أيها الإخوة الأصحاب والسادة ألوا الألباب إن منهاج شيخنا رضي الله عنه في السلوك تأثر بالمحبة أولا وآخرا فمحبته أولا وصل وبمحبته ثانيا أوصل فضمن لدى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولإصحابه من الفضائل ما لا يدخل تحت عد ولا حصر وإذا كان العلماء ورثة الأنبياء فإن شيخنا هو الوارث للمقام المحمدي الخاتم لجميع المقامات فورث هن شيخه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقام: ) ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبد ما أوحى ما كذب الفؤاد ما رآى أفتمارونه على ما يرى … لقد رآى من آيات ربه الكبرى (
ورث مقام ولسوف يعطيك ربك فترضى
فاق الأنام سوى صحب النبي فلا تنكر مقاما به قد خصه الله
فهو الذي أرشدنا إلى تجريد قلوبنا من التعلق بما سوى الله وتجديد أعمالنا من الإلتفات إلى ما سوى الله وثبتنا على حب الحجاب الإلهي وزينه لنا لأنه مراد الله وكل ما أراد الله محبوب. فانهدمت الحجوب واحترقت بنور الإيمان الكامل وظهر لنا أن الخير كله في الإتباع وأن الشر كله في الإبتداع وتذوقنا أن الطريقة التجانية صراط الله المستقيم فاتبعناه امتثالا لقول ربنا “وَإِنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوه” فكل واحد من أصحاب سيدنا ينادي جوارحه ومن بجواره بقوله تعالى :
“قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَن اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ الله وَمَا أَنَا مِنَ المُشْرِكِينِ”
مولا ي الحسن الطاليبي