“تفريج الكروب باستحباب الاحتفال بمولد طه المحبوب ”
إعداد مؤسسة مجمع الصلاح
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله محلى محاسن السنة المحمدية بدرر اخبارها، ومجلى ميامن السيرة النبوية عن غرر آثارها، ومؤيد من اقتبس نور هدايته من مشكاة انوارها، ومسدد من التمس عز حمايته من ازرق سنانها وابيض بتارها، ومسهل طريق الجنة لمن اتبع مستقيم صراطها واهتدى بضياء منارها. ومذلل سبيل الهداية لمن اقتفى سرائر سيرها وسير اسرارها. أحمده على ما اولى من نعم قعد لسان الشكر عن القيام بمقدارها. وأشهد ان لا اله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تبلغنا من ميادين القبول غاية مضمارها وتسوغنا من مشارع الرحمة اصفى مواردها وأعذب انهارها، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذى ابتعثه وقد طمت بحار الكفر بتيارها وطغت شياطين الضلال بعنادها وإصرارها،وعتت طائفة الاوثان وعبدة الأصنام على خالقها وجبارها. فقام بأمره حتى تجلت غياهب ظلمها عن سنا أبدارها. وجاهد في الله حق جهاده حتى اسفر ليل جهلها عن صباح نهارها.
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الذين حازت نفوسهم الأبية من مراضيه غاية اوطارها.
وفازت من سماع مقاله ورواية أحواله ورؤية جلاله بملء مسامعها وأفواهها وأبصارها.
وسلم تسليما كثيرا.
فهذا ما دعت له الحاجة لبيان حكم الشرع في الاحتفال بالمولد النبوي الذي أنكره ضيقو الفهم والمتحجرون في الحكم، وأباحه بل استحبه أهل الإسلام قاطبة، لما فيه من إظهار عمق المحبة للحضرة النبوية، التقطنا مادته مما ألفه الفحول الأعلام وبينوا ما فيها من مقاصد الإسلام، ليس لنا فيه أكثر من الجمع والتبويب وسميناه:
“تفريج الكروب باستحباب الاحتفال بمولد طه المحبوب “
نفع الله بها النفع العميم، بفضله، وجعلها خالصة لوجهه الكريم.
فصل
في أدلة جواز الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم
إن الأدلة على الاحتفال بالمولد الشريف كثيرة ومتنوعة، وسردها كلّها يطول، ويتعارض مع منهجنا في هذه الرسالة، وهو طلب الاختصار المفيد الذي يأتي بالغرض المقصود، وقبل أن أذكر الأدلة، أحب أن أشير إلى مسائل مهمة:
الأولى: أننا عندما نحتفل بمولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نحتفل به دائما وفي كلّ مناسبة ونسعى أن نحيي سنته في كل وقت وحين، ويزداد ذلك في شهر مولده صلى الله عليه وآله وسلم.
أبان مولده عن طيب عنصره *** يا طيب مبتدأ منه ومختتم1.
الثانية: أن المقصود بالاحتفال هو الاجتماع لسماع شمائله وسيرته ولإطعام الطعام والإكثار من الصلاة والسلام عليه.
الثالثة: إن يوم مولده صلى الله عليه وسلم ليس بعيد شرعي، كعيدي الفطر والأضحى وإنما هو أكبر وأجل، لأن به جاءنا الفرح وشرعت الأعيادُ
رسول الهدى مهما أحاول جاهدا *** لإبراز مغزى مولد أنت شاهده
فإني أمام الفضل أكبر عاجــز*** وفضلك أسمى أن توفى محامده 2
الرابعة: أن هذه الاحتفالات وسيلة عظيمة للدعوة إلى الله تعالى وللتذكير بسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وشمائله.
سرد الأدلة
وهذه بعض الأدلة من الكتاب والسنة على مشروعية إحياء المولد النبوي الشريف وسنيته.
الأول: الاحتفال بالمولد النبوي دليل على الفرح بظهور نبي الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم ودليل على محبته ولا شك أن ذلك من أفضل القربات التي يتقرب بها المؤمن إلى الله تعالى.
فقد جاء في البخاري 1 أنه يخفف عن أبي لهب كل يوم اثنين بسبب عتقه لثويبة جاريته، لما بشرته بولادة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وفي هذا يقول الحافظ محمد بن ناصر الدين الدمشقي:
إذا كان هذا كافرا جاء ذمه * وثبت يداه في الجحيم مخلدا
أتى أنه فـي يوم الاثنين دائــما * يخفف عنه للسرور بأحمدا
فما الظن بالعبد الذي طول عمره * بأحمد مسرورا ومات موحدا.
يعني إذا كان أبو لهب الكافر الذي نزل القرآن العظيم بذمه يخفف عنه العذاب بفرحه بولادة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فما بالك بالمسلم الموحد الذي طول عمره بسيدنا أحمد صلى الله عليه وسلم فرحا مسرورا.
فالفرح بولادته تعبير عن الحب له صلى الله عليه وآله وسلم ومحبته أصل عظيم من أصول الإيمان، من أجلها تنافس المتنافسون، وتفانى المحبون الصادقون.
فعن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «فو الذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده«.
وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب عليه من والده وولده والناس أجمعين«.
والاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم هو تعظيم لقدر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي رفع الله شأنه ومكانه، ففرح الوجود بطلعته قال الله تعالى:)وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ( [الشرح:4]
وهذا خبر يتضمن الأمر بذلك فهو بمعناه، لا بمعنى الخبر لأننا نعلم أن ذكره صلى الله عليه وسلم عند أعدائه الكفار غير مرفوع بل هم – عليهم من الله ما يستحقون – يتهمونه ولا يصدقونه.
فكان الخبر بمعنى الأمر وثبت أن الله عز وجل يأمرنا أن نرفع ذكره بأمر زائد على الإيمان به.
*فائدة: قال الإمام القاري: ” يعني حصل لي فيه بدأ الكمال الصوري وطلوع الصبح المعنوي المقصود والباطني والتفضل الابتدائي والانتهائي، فوقت يكون منشأ للنعم الدنيوية والأخروية حقيق بأن يوجد فيه الطاعة الظاهرية فيجب شكره تعالى عليّ والقيام بالصيام لديّ لما أولى من تمام النعمة إليّ… وفي الحديث دلالة على أن الزمان قد يتشرف بما يقع فيه وكذا المكان وعلى أنه يستحب صوم يوم الاثنين وأنه ينبغي تعظيم اليوم الذي أحدث الله فيه على عبده نعمة بصومه والتقرب فيه…” مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح لأبي الحسن عبيد الله المباركفوري.
الثاني: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يعظم يوم مولده1 ، ويشكر الله تعالى على ذلك بالصيام، فعن أبي قتادة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم الاثنين 2 فقال: ” فيه ولدت وفيه أنزل عليّ “3.
فيستنبط من هذا الحديث وما في معناه كخبر إحياء عاشوراء أن الأصل ندب إحياء مناسبات الرحمة العامة بوجه من الطاعة.
فالمقصود هو شكر الله تعالى، ولا يشكر الله تعالى بمخالفة شرعية ولا تقابل الرحمة بمخالفة.
وأما اختلاف طريقة الإحياء، بأن يجتمع الناس على ذكر الله تعالى أو مدح رسول الله صلى الله عليه وآله سلم أو إطعام الطعام… فلا مخالفة فيها، لأن الشارع لم يلزمنا بالصيام، ومن أنكر ذلك، فقد أنكر الحق الواضح.
يا ساعة نلنا السعادة والهنا * فيها بخيـر العالمــين محمد
تمت لنا أفراحها بظـهوره * وتكمّلت في شهر مولد أحمد
الثالث: أن الفرح برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مطلوب بأمر القرآن حين قال: ) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا)[ يونس: 58].
فالله عز وجل يأمرنا بأن نفرح بالرحمة، وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله سلم هو الرحمة المهداة، قال الله تعالى: )وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين( [الأنبياء:107].
يقول سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في هذه الآية: “فضل الله العلم، ورحمته: محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى: ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) 1 (الأنبياء:107)
قلت: إن ولادة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أعظم نعمة ينبغي أن يفرح بها كل مسلم في كل وقت، سيما اليوم الذي ولد فيه، لأن الله تعالى شرف الأزمنة والأمكنة بشرف حوادثه فيها، وجعل إحياءها بالشكر على النعمة ذكرا للنعمة وخلقا عظيما وكريما.
الرابع: أن الله تعالى أمرنا في كثير من آيات القرآن العظيم بذكر نعمته، ثم بين أن من طرق ذكر تلك النعم، إحياء مناسباتها بالتحدث بها والشكر عليها، قال الله تعالى:)وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم( [إبراهيم:6].
فالمطالبة بذكر النعمة يكون بشكر الله تعالى عليها، ومنها التحدث بها، ويتأكد ذلك عند حلول موسمها ووقتها، كما بين ذلك رسول الله بفعله حين صام ذلك اليوم الذي هو يوم عاشوراء، لما علم أن اليهود تصومه لذلك، لأن الخطاب فيه للمؤمنين وهم أمة واحدة وأن اختلفت شرائعهم وسيأتي- إن شاء الله – في الدليل الخامس.
ويقول الله تعالى: )لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين( [الزخرف: 13]
وهذا صريح في المطالبة بالذكر عند مباشرة النعمة كلما تكررت، لأن ذكر النعمة عند التلبس بمنافعها أوقع في النفس وأدعى للشكر عليها حتى لا يقع الذهول والغفلة عنها.
كما أن ذكر النعمة كناية عن شكرها للتلازم بين شكر المنعم والإنعام، فإذا ذكره شكر النعمة.
فيتبين من هذا أن المقصود من الإحياء هو شكر الله تعالى على أعظم بأن تفضل علينا بأعظم موجود في هذا الوجود سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فسعد به كل موجود.
بنت وهب لقد أتتك المعالي * لم تصل أوجها سواك النساء
كنت مختارة لحمل نبي * هو حفظ من الردى ووقاء
فهنيئا بحملك ابنة وهب * ولك الفضل حيث كان العطاء
خدمتك الأملاك وهي كرام * وصفا القلب فالوجود جلاء
كيف لا تخدم الملائك أمّـا * حملت من سما بـــه الكرماء
كيف لا يطرب الوجود ويبدي * بشره حين زال عنـــه البلاء 1
الخامس: وهو مع الرابع متداخل ومتحد، لأن أصل البرهان واحد، وإن اختلفت كيفية الاستدلال وقد سبق ذكره بيانا وتأكيدا وهنا نذكره دليلا مستقلا وهو: أن سيدنا محمدا صلى الله عليه وآله سلم سن إحياء ذكرى نجاة سيدنا موسى عليه السلام وتبعه بصيام يوم عاشوراء من كل عام، وفيه بيان لصحة إحياء المناسبات السنوية بل ما جاء في فضل هذا اليوم2 والترغيب في إحيائه بجميع مظاهر الشكر من الصيام والتوسعة على العيال وغير ذلك أكبر دليل على أن الله تعالى فضل كثيرا من الأيام التي يكثر فيها الخير والإنعام وندب إحياءها.
فإذا تقرر ذلك، وكان بلا شك يوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم من تلك الأيام وهو من أفضلها، كان الداعي أقوى لإحياء مولده والفرح به صلى الله عليه سلم قال الله تعالى: )قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا ( [يونس: 58].
وقد سئل شيخ الإسلام حافظ العصر أبو الفضل ابن حجر عن عمل المولد فأجاب بما نصه: ” أصل عمل المولد بدعة لم تنقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة، ولكنها مع ذلك قد اشتملت على محاسن وضدها، فمن تحرّى في عملها المحاسن، وتجنب ضدها، كان بدعة حسنة وإلا فلا.
قال: وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت، وهو ما تبث في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فسألهم فقالوا: هو يوم أغرق الله فيه فرعون ونجى موسى فنحن نصومه شكرا لله تعالى 1 فيستفاد منه فعل الشكر لله تعالى على ما من به في يوم معين من إسداء نعمة أو دفع نقمة، ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنة.
والشكر لله تعالى يحصل بأنواع العبادات، كالسجود والصيام والصدقة والتلاوة وأي نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبي صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة في ذلك اليوم”2.
السادس: ما ورد في عقيقة النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن نفسه، يقول الحافظ السيوطي: “وقد ظهر لي تخريجه على أصل آخر، وهو ما أخرجه البيهقي عن أنس رضي الله عنه: ” أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عقّ عن نفسه بعد البعثة 3 مع أنه قد ورد أن جدّه عبد المطلب عق عنه في سابع ولادته، والعقيقة لا تعاد مرة ثانية، فيحمل ذلك على أن الذي فعله النبي صلى الله عليه وسلم إظهار للشكر على إيجاد الله إياه رحمة للعالمين وتشريع لأمته فيستحب لنا أيضا إظهار الشكر بمولده صلى الله عليه وآله وسلم باجتماع الإخوان وإطعام الطعام، ونحو ذلك من وجوه القربات وإظهار المسرات 4.
السابع: ما ورد في فضل يوم الجمعة من الفضائل العظيمة 1 التي أفردها العلماء بالتصنيف والتأليف، ومنها: ” وفيه خلق آدم” وهذا تشريف للزمان الذي خلق فيه آدم، فكيف باليوم الذي ولد فيه أفضل النبيين والمرسلين.
فاق النبيين في خلق وفي خلق * ولم يدانوه في علم ولا كرم
وكلهم من رسول الله ملتمس * غرفا من البحر أو رشفا من الديم
وواقفون لديه عند حد هم * من نقطة العلم أومن شكلة الحكم
وهذه الفضيلة لا تختص بذلك اليوم بعينه، وإنما هي له خصوصا ولنوعه عموما كلما تكرر شكرا للنعمة وإظهارا لها.
كما يؤخذ منه تعظيم للمكان، حيث قال جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم بعدما أمره أن يصلي ركعتين ببيت لحم، أتدري أين صليت ؟ قال: الله أعلم، قال صليت ببيت لحم، حيث ولد عيسى عليه السلام المسيح بن مريم” 2.
يتبين من هذا أن الاحتفال بليلة مولد خير العباد صلى الله عليه وسلم شكرا لله عز وجل وفي الحديث: «ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئوا به فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه« 3.
وقال: «من لم يشكر الناس لم يشكر الله« 4.
وشكر النبي صلى الله عليه وسلم يكون بمحبته والعمل بسنته وإحيائها بين أمته، ومعايشته في أيامه ولياليه وعلى رأسها أول ليلة المولد ويومها.
ونحن نطالب المانعين بالنص الصريح والصحيح، وإلا فالاجتهاد يقابله اجتهاد والاستنباط يقابله استنباط والمجتهد لا ينكر على المجتهد والمقلد لا ينكر على المقلد،فكيف ينكر المقلد على المجتهد، ومن ثم فالعود إلى الأصل وهو الإباحة.
كما يمكن الاستدلال بعموم قوله تعالى: )وذكرهم بأيام الله ( [إبراهيم: 5] ومولد سيدنا ومولانا محمد الله صلى الله عليه وسلم من أيام الله، فيكون الاحتفال به تطبيقا لأمر الله عز وجل، فكيف يكون بدعة ؟
الثامن: الاحتفال بالمولد النبوي يبعث على الإكثار من الصلاة والسلام عليه.
والباعث على المطلوب شرعا مطلوب شرعا 1، قال الله تعالى: )إن الله وملائكته يصلون على النبي، يا أيها الذين آمنوا صلَوا عليه وسلموا تسليما ( [الأحزاب: 56] والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم معراج الوصول إلى الله عز وجل، لأن تكثير الصلاة عليه توجب محبته ومحبته توجب محبة الله، وليس الشأن العظيم أن تحب الله لأن الله غني عن العالمين وإنما الشأن أن يحبك الله، فإذا حصل العبد على مقام المحبوبية كان الله له وليا ونصيرا وأحاطه بعنايته وكفاه الله أمر الدنيا والآخرة.
التاسع: الاحتفال بمولد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وسيلة لذكر معجزاته وسيرته وأحواله، وقد أمرنا بالإقتداء به والتأسي بسنته، وخير ما يؤدي ذلك كتب المواليد والسير والشمائل التي تتضمن معرفة حسنه وإحسانه صلى الله عليه وآله سلم ، وأسباب المحبة وإن كانت كثيرة فهي تدور على أمرين: الحسن والإحسان ، وقد فطرت النفوس على حب الحسن وعلى حب المحسن إليها.
وذكر شمائله ضرب من الوصال به صلى الله عليه وآله سلم وكما قيل:
يا واردا من أهيل الحي يخبرني * عن جـيرتي شـنّف الأسماع بالخبر
نشدتك الله يا راوي حديثهم * حدث فقد ناب سمعي اليوم عن بصري
فكان إحياء المولد النبوي وسيلة لتحريك ما في القلوب من الحب والشوق، لينشرح الصدر وينفرج القلب بعد ذلك.
ومدح رسول الله أصل سعادتي * أفـــوز به يوم السـماء تمور
إذا ذُكر ارتاحت قلوب لذكره * وطابت نفوس وانشرحت صدور
العاشر: ورد في السنة أن الشعراء يأتون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالقصائد في مدحه، فيرضى عنهم، لأن الكرام إذا مدحوا أجزلوا المواهب والعطايا وقد خلع صلى الله عليه وآله سلم حلته على كعب بن زهير لما مدحه بقصيدته التي فيها:
إن الرسول لنور يستضاء به * مهند من سيوف الله مسلول.
فإذا رضي صلى الله عليه وسلم عمن مدحه، فكيف لا يكون لمن جمع شمائله وحث الناس على الإقتداء به ليفوز بمحبته ورضاه ويحسب من خدامه الذين يستمطرون إحسانه، وفيه تعرض للرحمة الإلهية التي تنزل عنه ذكر الصالحين، فما ظنك بسيدهم وإمامهم صلى الله عليه وآله وسلم.
ولهذا دعا لسيدنا حسان بن ثابت فقال: “اللهم أيده بروح القدس”1.
وقال: إن الروح القدس لا يزال يؤيدك ما نافحت عن الله ورسوله”2.
الحادي عشر: المولد النبوي وسيلة لتثبيت الفؤاد على دين الله تعالى، لأن القلب يتقلب وما سمي القلب قلبا إلا لتقلبه، وقد ذكر الله عز وجل الغاية والحكمة من قص أنباء الأنبياء والمرسلين، تثبيت فؤاد رسول الله صلى الله عليه وآله سلم فقال: )وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ( [هود:120].
ولا ريب أننا في زمان نحتاج فيه إلى تثبيت أفئدتنا بشمائله صلى الله عليه وآله سلم حتى لا تعصف رياح الشهوات والشبهات بقلوبنا.
فإن قيل لم يكن ذلك في عهد السلف الصالح، قلنا: أفراده موجودة، فيكون مطلوبا شرعا، لأن ما تركب من المشروع فهو مشروع، أما إذا اشتمل المولد على شيء مما ينكره الشرع الحنيف، فلا ريب في منعه للعارض، لأنه محرم لذاته، فتأمل.
الثاني عشر: عدم وجود دليل صريح على التحريم، والأصل الإباحة إن لم يدل الدليل على غيرها. قال النبي صلى الله عليه وآله سلم: «ما أحل الله في كتابه فهو حلال، وما حرم فهو حرام، وما سكت عنه فهو عفو فاقبلوا من الله عافيته، فإن الله لم يكن لينسى شيئا تم تلا )وما كان ربك نسيا(1 » [مريم: 64 ].
وقوله (أحل ) معناه: أوجب، كما هو ظاهر يؤيده قول النبي صلى الله عليه وسلم: ” إن الله فرض فرائض فلا تضيّعوها، وحد حدودا فلا تعتدوها، وحرّم أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمة بكم من غير نسيان فلا تبحثوا عنها “2
وقوله صلى الله عليه وسلم: ” ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فافعلوا منه ما استطعتم “3 يجمع ذلك كله قول الله تعالى: ) وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا( [الحشر:6].
فلم يقل وما سكت عنه أو ما تركه مما له أصل مستند من الشرع يدل عليه، فتنبه.
فلو لم يكن في إحياء مولد رسول الله صلى الله عليه وآله سلم إلا عدم ورود النهي عن إحيائه لكان كافيا وللمانعين شافيا، كيف والأدلة الصريحة في إحيائه كثيرة.
والقاعدة الفقهية الأصولية تقول: ” الأصل في الأشياء: الإباحة حتى يصح المنع بوجه لا معارض له ، ودليل غير محتمل للتأويل “.
وهذه قاعدة فقهية أصولية معروفة ومشهورة، يعتمد عليها العلماء في تقرير كثير من الأحكام وخاصة في موضوعات الحظر والإباحة 4.
خلاصة:
إن الدلائل على جواز الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم كثيرة لمن أراد تتبعها وأراد معرفة الحق بدليله، إذ يجد من تنوعها ما يكفي بعضه لإثبات الحكم المطلوب والرد على أقوال المانعين، مع أن الحكم الشرعي يكفي فيه دليل واحد الذي يفيد الظن القوي في ثبوته، فإذا تعددت الأدلة في الدلالة على الحكم كما في مسألتنا أفادت القطع بصحته وشرعيته.
فصل
في إيراد حجج المانعين مع الرد عليها:
تقرر فيما سبق أن المولد النبوي في أصله، اجتماع يقصد منه سماع شمائله صلى الله عليه وآله سلم وسيرته، وتذكير منة الله وفضله علينا بهذا النبي الكريم صلى الله عليه وآله سلم إلا أن البعض تعلق بعلل واهية، وبشُبه مردودة لا تصمد أمام الدليل الناصع وقد قيل:
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد * وينكر الفم طعم الماء من سقم
منها: أن الاحتفال بالمولد زيادة في الشريعة وتكميل للدين، ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولو كان خيرا لفعله الصحابة رضي الله عنهم.
وجهل هؤلاء أن ليس كل ما لم يفعله النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو الصحابة رضي الله عنهم بدعة محرمة، لان عدم الفعل لعين ذلك، ليس دليلا على التحريم إلا من جهل الأدلة وطرق الاستدلال بها، ولأن الحكم إذا ثبت في الشرع لا يتغير بالعمل به أو تركه ولا يعتبر ما دل عليه بدعة أو ضلالة، فكانت أقسام عدم الفعل ثلاثة:
– الانتهاء: وهو عدم الفعل لوجود النهي.
-الترك: وهو عدم الفعل مع وجود الطلب.
-السكوت: وهو عدم الفعل للعفو والإباحة.1
فعدم الفعل يكون للتحريم إذا كان النهي كذلك 2 وإلا كان مكروها،دليله حديث جابر بن زيد: سألت البحر (لقب لسيدنا عبد الله بن عباس) 3 عن لحوم الحمر ؟ فقرأ هذه الآية: ) قل لا أجد فيما أوحي إليّ محرما على طاعم يطعمه(4 [الأنعام: 145] .
فإن قيل: إن لحوم الحمر حرام لورود حديث فيها وهذا يضعف استدلالنا.
قلنا: لما غاب عنهما دليل التحريم، حمل على مطلق الأدلة وأن المسكوت عنه ولو مع وجود المقتضي ليس حراما.
نخلص أن ما لم يفعله بعينه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومن بعده نوعان:
الأول: فعل له مستند من الشرع يفيد جوازه
الثاني: فعل له مستند من الشرع يفيد حظره.
وقد تقرر عند أئمة الأصول أن الأدلة التي يحتجون بها هي الكتاب والسنة واختلفوا في الإجماع والقياس، فذهب الجمهور إلى الاحتجاج بهما وهو الصواب الذي تعضده الأدلة القوية ، وبقيت أدلة أخرى وقع فيها الخلاف كما هومقرر في محله، ولم يذكروا عدم الفعل أو الترك دليلا من الأدلة المعتمدة. يقول العلامة المحدث سيدي عبد الله ابن الصديق- رحمه الله -: ” والترك وحده إن لم يصحبه نص على أن المتروك محظور لا يكون حجة في ذلك بل غايتهُ أن يفيد أن ترك ذلك الفعل مشروع، وأما أن ذلك الفعل المتروك يكون محظورا فهذا لا يستفاد من الترك وحده وإنما يستفاد من دليل يدل عليه”1
” ثم وجدت الإمام أبا سعيد بن لب ذكر هذه القاعدة أيضا، فإنه قال في الرد على من كره الدعاء عقب الصلاة: غاية ما يستند إليه منكر الدعاء أدبار الصلوات أن التزامه على ذلك الوجه لم يكن من عمل السلف، وعلى تقدير صحة هذا النقل، فالترك ليس بموجب الحكم في ذلك المتروك إلا جواز الترك وانتفاء الحرج فيه، وأما تحريم أو لصوق كراهية بالمتروك فلا، ولا سيما فيما له أصل جملي متقرر في الشرع كالدعاء….”
قلت: يتضح مما سبق أن المقصود بالترك هنا ما تركه سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو السلف الصالح دون وجود حديث أو أثر ينهى ، ويبين أن المتروك يقتضي التحريم أو الكراهة.
” إذا ترك النبي صلى الله عليه وآله وسلم شيئا فيحتمل وجوها غير التحريم:
أن يكون تركه عادة، قدم إليه صلى الله عليه وسلم ضب مشوي فمدّ يده الشريفة ليأكل منه فقيل: إنه ضب، فأمسك عنه، فسئل أحرام هو؟ فقال: لا ولكنه لم يكن بأرض قومي فأجدني أعافه… والحديث في الصحيحين 1، وهو يدل على أمرين:
أحدهما: أن تركه للشيء ولو بعد الإقبال عليه لا يدل على تحريمه.
والآخر: أن استقذار الشيء لا يدل على تحريمه.
أن يكون تركه نسيانا، سها صلى الله عليه وآله سلم في الصلاة فترك فيها شيئا فسئل هل حدث في الصلاة شيء ؟ فقال: إنما أنا بشر أنسى كما تنسون، فإذا نسيت فذكروني “2.
-
أن يكون تركه مخافة أن يفرض على أمته، كتركه صلاة التراويح حين اجتمع الصحابة ليصلوها معه.
-
أن يكون تركه لدخوله في عموم آيات أو أحاديث، كتركه صلاة الضحى، وكثيرا من المندوبات لأنها مشمولة لقول الله تعالى: (وافعلوا الخير لعلكم تفلحون ) (الحج: 77) وأمثال ذلك كثير.
-
أن يكون تركه خشية تغير قلوب الصحابة أو بعضهم، قال صلى الله عليه وآله سلم لعائشة: ” لولا حداثة قومك بالكفر لنقضت البيت ثم لبنيته على أساس إبراهيم عليه السلام فإن قريشا استقصرت بناءه” 1 وهو في الصحيحين ، فترك صلى الله عليه وسلم نقض البيت وإعادة بنائه حفظا لقلوب أصحابه قريبي العهد بالإسلام من أهل مكة ويحتمل تركه صلى الله عليه وآله وسلم وجوها أخرى تعلم من تتبع كتب السنة، ولم يأت في حديث ولا أثر تصريح بأن النبي صلى الله عليه وسلم ترك شيئا لأنه حرام” 2
-
” يقول عبد الله بن المبارك: أخبرنا سلام بن أبي مطيع عن أبي دخيلة عن أبيه قال: كنت عند ابن عمر فقال: نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الزبيب والتمر يعني: أن يخلطا ، فقال لي رجل من خلفي: ما قال ؟ فقلت: حرم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم التمر والزبيب فقال عبد الله بن عمر: كذبت، فقلت، ألم تقل: نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عنه: فهو حرام ، فقال: أنت تشهد بذلك ؟ قال سلام: كأنه يقول: ما نهى النبي صلى الله عليه وسلم فهو أدب “.
-
قلت: فهذا سيدنا ابن عمر ، كذَّب الذي فسر ” نهى ” بحرّم ، لأن لفظ نهى لا يفيد التحريم صراحة ، فهو يفيد الكراهة أيضا ، ولهذا قال سلام: فهو أدب، لعدم استقرار الأحكام الشرعية.
-
كما يستفاد من كلام سيدنا ابن عمر أن المسلم لا يجوز له أن يشرع في إطلاق الحكم بالتحريم إلا بدليل صريح من الكتاب والسنة لا يحتمل الشك أو الظن، وعلى هذا درج الصحابة والتابعون والأئمة المجتهدون.
يقول الإمام محمد بن الحسن الحجوي: “ولقد كان كثير من السلف الصالح كمالك، يتحرى أن لا يصرح بحكم اجتهادي لم يصرح به في الكتاب والسنة، فلا يقول هذا حرام ولا حلال ولا واجب مثلا، بل يقول هذا لا يعجبني أولم يكن من فعل السلف أولا أرى به بأسا، أولا بد من فعله، أو هذا أحب إلي لأن المفتي مخبر عن الله ويجوز عليه الخطأ فيتحاشى أن يندرج تحت قوله تعالى: )ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال، وهذا حرام، لتفتروا على الله الكذب(1 [الإسراء: 36].
أما ادعاؤهم أن أشد الناس تعظيما للنبي صلى الله عليه وسلم هم الصحابة رضي الله عنهم، ومع ذلك لم يجعلوا يوم مولده عيدا، فدل على عدم مشروعيته لأنهم أشد الناس محبة للنبي صلى الله عليه وآله سلم وأحرص على فعل الطاعات.
وهذا الكلام نفخ في غير ضرم واستسمان لذي ورم، لأنه يقرر أن زيادة المفضول على الفاضل ممنوعة، مع ما ورد في الشرع الحنيف من قصص عن مفضولين فعلوا ما لم يفعله الفاضلون وزادوا عليه، فعن سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: أنتم أكثر صلاة وأكثر صياما، وأكثر جهادا من أصحاب محمد صلى الله عليه وآله سلم وهم كانوا خيرا منكم”2
وادعاؤهم هذا يلزم منه رد كل ما لم يرد على لسان الشارع نفسه مطلقا، سواء فعله الأولون أو الآخرون، فما جاز للأوليين فعله جاز للآخرين، وجواز إحداث فعل في وجه من الوجوه جواز في الكل، دون دليل على التخصيص.
كما يرتب على كلامهم، أن لا نبيّن مراد الشارع، ولا نقبل تأويل النصوص ما لم يأت عن رسول الله صلى الله وآله وسلم، فتأمل وتدبر.
فإذا تقرر هذا فلا نسأل عن سبب عدم فعل السابقين لذلك بعد ثبت مشروعية ما نحن بصدده، وأن فعلهم أو عدمه، لا يثبت حكما، لأن المتروك الجائز، بدعة حسنة باعتبار عينه لا جنسه أي بحسب أصله ومستنده كان واجبا أو مندوبا أو مباحا.
ومنها: أن المولد النبوي من الكيفيات التعبدية والقاعدة تقرر: ” الأصل في العبادة التوقف أو التحريم” كما لا يجوز التقرب إلى الله تعالى بعمل ليس له مستند شرعي والجواب عن هذه الشبهة يتضح في تقسيم العلماء للمستند الشرعي إلى ضربين:
– مستند إجمالي: هو الأحكام الشرعية الأصلية المكتسبة من أدلتها الإجمالية كجواز إحياء المناسبات عموما، وندب الكريمة منها، خصوصا المكتسب من إحياء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليلة القدر العظيمة بنزول القرآن فيها وكذلك يوم مولده، ويوم عاشوراء لما نجى الله سيدنا موسى عليه السلام بانفلاق البحر له ولقومه وأهلك فرعون وجنوده.
– مستند تفصيلي: هو الأحكام الشرعية الفرعية المكتسبة من أدلتها التفصيلية وهي أحكام العبادات التي نص عليها الشارع بعينها كالصلوات والأذكار والنفقات… إلخ فإذا اتضح ما ذكر فلا يلتبس تحديد الوصف ب ” تحديد المقدار في العبادات”، فالشارع حدد – مثلا – وصف الصلاة التي تفتتح بالتكبير وتختتم بالتسليم لكنه لم يحدد مقدار الأعمال المطلقة فيها كقراءة القرآن وذكر الله تعالى، كما حدد الصلوات التي فرضها الله تعالى بركعات وسن لها سننا، ولم يحدد مدى مقدار التطوع منها.
فعن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لسيدنا بلال عند صلاة الفجر: «يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام فإني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة قال: ما عملت عملا أرجى عندي أني لم أتطهر طهورا في ساعة من ليل أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي»1
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح: ” ويستفاد منه جواز الاجتهاد في توقيت العبادة لأن بلال توصل إلى ما ذكرنا بالاستنباط فصوّبه النبي صلى الله عليه وآله وسلم… ” 2.
ومنها: أن المولد النبوي زيادة في الدين وبدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، ونبينا عليه الصلاة والسلام لم يترك لبشر مجالا أن يزيد أو ينقص في دينه بعد موته صلى الله عليه وآله وسلم، والله تعالى يقول: )اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا( [المائدة: 3].
وفي الحديث: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» متفق عليه.
«وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة» رواه أبو داود وابن ماجه.
قلت: إن الشارع نهى عن البدع مطلقا في نصّ، وبين قيودها في نصّ، وأقر بدعا في زمن التشريع ونزول الوحي، ومن ثم انقسم الناس في مسألة البدعة إلى قسمين:
-
صائبون اتفقوا على أن ما له مستند من الشرع يدل عليه لا يعتبر بدعة ولا ضلالة ثم اختلفوا هل يسمى محدثا ؟ أو هل يسمى بدعة ؟