مقالات

قصة البيتين في حالة البعد / لسيدي أحمد الرفاعي

في زمن الفتنة وشغل الناس بمعارك عقيمة لا يتناسل عنها إلا الجدل واللغط والردود البعيدة عما يمكن أن يقدم السير بخطى حثيثة نحو الزيادة في الخير، يأتي كتاب رسالة في إثبات وجود النبي في كل مكان صلى الله عليه وسلم، ليكشف المستور ويوضح المطمور ويجلي حقائق الفهوم.

وقد أختار الموقع القصة التي وصلت إلى حد التواثر لأثبات خروج يد المصطفى صلى الله عليه وسلم من القبر الشريف ليقيلها ابنه سيدي أحمد الرفاعي أمام جمهور غفير من المومنين وبحضور علماء وصلحاء في حج 555 هـ.

فإليكم القصة ومعها رابط الكتاب، فمن شاء فليومن ومن شاء فليكفر.

 

الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم

يخرج يده

لسيدي أحمد الرفاعي

لما حج سنة 555 هـ

فيقبلها أمام خلق كثير

وحضور كبار العلماء والصلحاء

قال رضي الله عنه:

في حالة البعد روحي كنت أرسلها

تقبل الأرض عني وهي نائبتي
وهذه دولة الأشباح قد حضرت

افمدد يمينك كي تحضى بها شفتي

وهي قصة  صحيحة والحمد الحمد لله رب العالمين ، وليست من وضع الصيادي كما قال بعضهم ، وقد استشهد بها كثير من أهل العلم والحمد الله رب العالمين ، راجع هذه القصة في كتاب تنوير الحلك طبعة مكتبة (( دار جوامع الكلم)) ص 30 من الطبعة الأولى .

وفي الخطط التوفيقية ص:  118 ج: 4 الطبعة الأولى سنة 1305 :

في كتاب (( ترياق المحبين)) المطبوع في سنة 1305 ألف وثلاثمائة وخمسة، قال تقى الدين عبد الرحمن بن عبد المحسن الواسطى المولود سنة 674 أربع وأربعين وستمائة  هجرية ، المتوفى سنة 744 أربع وأربعين وسبعمائة نقلا عن عز الدين أحمد الفارقى الواسطى قال :

أخبرني والدي أبو إسحاق إبراهيم عن أبيه أبى الفرج عمر الفارقى أنه قال  كنا مع السيد الكبير محي الدين أحمد بن الرفاعي ذات يوم مع جماعة كثيرة من أهل الله بواسط ، فقام وصاح صيحة مدهشة ، وقال ” الله” نوديت من العلا أن يا أحمد قم وزر جدك المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإن هناك أمانة يؤديها إليك ، فأنا عازم على الزيارة : ماذا تقولون ؟ فقام السيد عبد الرزاق الحسني وأنشد :

مر كل أمر، فإنا لا نفارقه

وحدَّ حداً ، فإنا عنده نقف

 

فقام الجماعة ، ورجع إلى أم عبيدة وتجهز للحج فلما قصد الحجاز غصت الطرقات بالقوافل من كل جهة ، فلما وصل مدينة – رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ،وذلك عام 555هـ خمس وخمسين وخمسمائة ترجل عن مطيته ، ودخل بلدة جده عليه الصلاة والسلام ما شيا حافيا ، وكانت القافلة إذ ذاك أكثر من تسعين ألف . فلما دخل الحرم الشريف النبوي ، وقد امتلأ الحرم الشريف من كل جهة بالزوار، وقف تجاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، والوقت بُعَيْدَ العصر : فقال السلام عليك يا جدي. فقال له رسول الله صلى عليه وآله وسلم ” وعليك السلام يا ولدي ” سمعها كل من حضر ، فلما من عليه الصلاة والسلام بهذه المنة العظيم تواجد وأرعد وبكى وجثا على ركبته ، ثم قام مدهوشا متضائلا وأنشد تجاه القبر الكريم البيتين المتقدم ذكرهما رحمه تعالى)

” فى حالة البعد روحى كنت أرسلها …  ..”

إلى آخرهما .

فانشق تابوت الرسالة ، ومد له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يده الشريفة فقبلها والناس ينظرون. وكان فيمن حضر :الشيخ عقيل المنبجى ، والشيخ حياة بن قيس ، والشيخ عدى بن مسافر، والشيخ عبد القادر الجيلانى، والشيخ أحمد الزعفرانى ، والشيخ عبد الرازق الحسيني، وجماعة من أولياء العصر ” اهـ .

وجاء في كتاب ” مختصر الخلفاء ” البغدادي المتوفى سنة 674 هـ ص 96 ج 1 قال : ومن عجائب ما وقع من أسرار الله تعالى في هذه السنة (555هـ) خمس وخمسين وخمسمائة هـجرية – أن ولى الله القطب الكبير السيد أحمد الرفاعي قدس الله سره وروح روحه توجه لأجل أداء فريضة الحج إلى بيت الله الحرام ، ثم بعد أن وصل وأدى فرضه رجع بقافلة عظيمة من أتباعه ومحبيه ورفقائه وغيرهم إلى” المدينة المنورة” على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، فلما أشرفت القافلة المدينة وكان أزيد من (90) تسعين ألفا، وفيهم من العراق والشام والمغرب واليمن ومن بلاد العجم – هناك ترجل السيد أحمد رضي الله تعلى عنه مطيته ومشى حافيا حتى وصل حرم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ووقف تجاه قبره الطيب الطاهر. وقال : ” السلام عليك يا جدي ” فأجبه عليه الصلاة والسلام بقوله: ” وعليك السلام يا ولدي ” ، سمع كلامه الشريف كل من كان في الحرم النبوي ، فتواجد لذلك السيد أحمد، وحن حنين الثكلى ، وجثا باكيا على ركبتيه ، ثم قام يرتعد ، وأنشد :

في حالة البعد روحي كنت أرسلها

تقبل الأرض عني وهي نائبتي
وهذه دولة الأشباح قد حضرت

افمدد يمينك كي تحضى بها شفتي

فمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يده الزكية من القبر الشريف فقبلها والناس ينظرون .

وقد كان في الحرم الشريف عند خروج اليد النورانية المحمدية الألوف وفيهم من أكابر العصر الشيوخ الكمل حَيْوة بن قيس (الحراني)، وعدي بن مسافر، وعقيل بن (المنبجى) ، وعبد القادر الجيلي ، وأحمد الزاهد (الأنصاى) وشرف الدين أبو طالب بن عبد السميع (الهاشمى) ، وأحمد بن عبد المحمود (الربعى) ومبارك بن جعفر(الأوبنوي) وعبد الرحمن بن علي (الدغيني) ، وأبو الفرج عمر (الفاروقي) ويعقوب بن كراز(العبيدوي) وعلي (الطبري) وأبو الفتوح ماهان ( العابداني ) والحاج رمضان بن عبد البر بن عبدوية (الواسطى) وأرسلان التركمانى (الدمشقى) وابن أبى السعادات (العلوى البغدادى) ومحمد (الصناديقى الشريف البغدادي) وعبد المحسن الأنصاري (الواسطي).

واستفاض خبر هذه المنقبة الشريفة وتواتر وسارت به الركبان ، ولم يستفض ويتواتر في زمن الأزمنة بعد عهد الصحابة الكرام وسارت به الركبان لولى من الأولياء الأعلام كرامة استفاضة هذه الكرامة وتواترها للسيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنه .

وكيف لا ، وهي معجزة محمدية أكرم الله بها نبيه صلى الله عليه وآله وسلم وامتن بها وعلى وليه السيد أحمد ، وهي أشهر من كل منقبة للأولياء مشهورة وكرامة لهم مذكورة. ثم قال : حدثنا الأمير أحمد بن أبي علي الحسن بن علي بن أبي بكر العباس الهاشمي على شاطئ الفرات ، ظاهر البيرة بديار حلب- ومثله ثقة يعتد نقله- أن أباه حدثه عن أبيه على بن أبى المسترشد أنه حج سنة 555 هـ خمس وخمسين وخمسمائة (هجرية) ومعه جماعة من كبراء بن هاشم فلما انتهوا إلى مدينة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وقد دخلها في ذلك اليوم السيد أحمد الرفاعي قدس الله روحه، وقف بمقام المواجهة أمام قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم : وسلم فرد عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم السلام والناس يسمعون ، وأنشد السيد أحمد :

في حالة البعد روحي كنت أرسلها

تقبل الأرض عني وهي نائبتي
وهذه دولة الأشباح قد حضرت

افمدد يمينك كي تحضى بها شفتي

فظهرت له يد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقبلها والناس ينظرون إهـ.

وحدثنا شهاب الدين أمد بن يوسف بن خليل عن أبيه عن الشريف جعفر بن جعفر ويعرف ب ((شرف الدين)) العباسي المكي بن جعفر بن (الهاشمي)يقول : كنت بالمدينة المنورة سنة555 خمس وخمسين وخمسمائة هـ ، وقد وصلها السيد أحمد بن الرفاعي زائرا ، فوقف تجاه قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وسلم عليه فرد عليه السلام : سمع ذلك كل من في الحرم النبوي ،ثم أنشد :

في حالة البعد روحي كنت أرسلها

تقبل الأرض عني وهي نائبتي
وهذه دولة الأشباح قد حضرت

افمدد يمينك كي تحضى بها شفتي

فظهرت يد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقبلها ، وقد رآها كل من في الحرم ، وقد كنت ممن رآها ، والحمد لله رب العالمين .

وحدثنا الشريف : عبد السميع بن شرف الدين عبد الرحمن المكنى ب (( أبي طالب الواسطي))عن أبيه عن الشيخ عبد القادر الجيلي أنه قال في مدرسته- في سادس محرم سنة557 سبع وخمسين وخمسمائة هـ : رأيت يد النبي صلى الله عليه وآله وسلم كيف مدت للسيد أحمد بن الرفاعي فسح الله في حياته وبجانبي أبو  الفضل عبد الله المنصوري وابن”النهر ملكي” ، وهي والله مزية يغبطه عليها الملأ الأعلى

وحدثنا بمثل ذلك أبو الفضل عبد الله البطائحي ، عن الشيخ علي بن إدريس ( اليعقوبي) عن الشيخ عبد القادر الجيلي .

وحدثنا الشيخ عدي ( الصغير )عن ابن عمه الركن ، عن ولي الله عدي بن مسافر أنه قال : كنت واقفا تجاه الحجرة

النبوية حين ظهرت منها يد النبي صلى الله عليه وآله وسلم للسيد أحمد بن الرفاعي وبحذائي على بن موهوب ، فلما خرجت اليد الشريفة قبلها شيخنا السيد أحمد ونحن ننظر مع الحاضرين وقد كادت تقوم القيامة الناس لما داخلهم من سلطان هيبة النبي صلى الله علي وآله وسلم .

وبالجملة فهذه القصة بلغت مبلغ القطع .

ومن هذا نعرف أن من قال إنها من تلفيقات أبي الهدى الصيادي[1] قد أخطأت في حقه لأن الكتاب الذي نقلنا عنه من الكتب التي كتبت بالسند الصحيح المتصل إلى صاحبها وهو قريب العهد من الشيخ الرفاعي،  ولم يكن الصيادي عميلا للسلطان عبد الحميد كما زعم ، والسلطان عبد الحميد[2] نفسه كان من أولياء الله تعالى ويكفيه شرفا أنه أبى أن يسكن اليهود في أرض فلسطين ، وقال كلمته المشهورة ”لا ألطخ تاريخ آبائي بالعار ”

والكتاب الذي أخذنا منه طبعته مكتبة الآداب بالقاهرة.

هذا الموضوع أخذ من:

المرجع: رسالة في وجود النبي في كل مكان صلى الله عليه               وسلم.

للعالم العارف بالله تعالى: سيدي حسين بن محمد الشافعي رضي الله عنه.

الناشر : دار جوامع الكلم /

حجم صغير: عدد الصفحات: 104

الصفحة: من 36 إلى 45 في الهامش الموضوع تحت رقم 1 لـلبيتين:

في حالة البعد روحي كنت أرسلها

تقبل الأرض عني وهي نائبتي
وهذه دولة الأشباح قد حضرت

افمدد يمينك كي تحضى بها شفتي

والكتاب منشور على الموقع

www.tidjania.fr

 

رابط كتاب رسالة في إثبات وجود النبي في كل مكان

 

 


[1] ـ أبو الهدى الصيادي. (1266- 1328 هـ. 1849 م- 1909 م). اسمه الكامل: محمد بن حسن وادي بن علي بن خزام الصيادي الرفاعي الحسيني، من علماء الدين البارزين في أواخر عهد الدولة العثمانية، حيث تولّى فيها منصب “شيخ مشايخ الدولة العثمانية” في زمن السلطان عبد الحميد، كما تولّى نقابة الأشراف، خاصةً وأن نسبه يرجع إلى آل البيت. وله مؤلفات في العلوم الإسلامية وأخرى أدبية، ومجال الشعر بشكل خاص. توفي في جزيرة الأمراء (رينيكبو) التي تم نفيه إليها بعد سقوط الدولة العثمانية.

أهم مؤلفاته:

1ـ ضوء الشمس 2 ـ بني الإسلام على خمس 3 ـ الجوهر الشفاف في طبقات السادة الأشراف 4 ـ السهم الصائب لمن أذى أبو طالب 5 ـ الفجر المنير 6 ـ شفاء صدور المؤمنين في هدم قواعد المبتدعين 7 ـ تطبيق حكم الطريقة العلية على الأحكام الشرعية النبوية.

[2] ـ السلطان عبد الحميد الثاني: ( 21 سبتمبر 1842 – 10 فبراير 1918 )   السلطان الخامس والثلاثون من سلاطين الدولة العثماني   ( أغسطس 1876 – 27 أبريل 1909 )    وهو صاحب القولة المشهورة من أجل فلسطين بعد مساومته عليها   ”  إنكم لو دفعتم ملء الدنيا ذهبا فلن أقبل، إن أرض فلسطين ليست ملكى، إنما هي ملك الأمة الإسلامية، وما حصل عليه المسلمون بدمائهم لا يمكن أن يباع وربما إذا تفتت إمبراطوريتي يوما، يمكنكم أن تحصلوا على فلسطين دون مقابل)، ثم أصدر أمرًا بمنع هجرة اليهود إلى فلسطين. عندئذ أدرك خصومه أنهم أمام رجل قوي وعنيد، وأنه ليس من السهولة بمكان استمالته إلى صفها، ولا إغراؤه بالمال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى