نص البيان الختامي
للقاء العلمي الثالث للمنتسبين للطريقة التجانية
الحمد لله متم النعمة ومكمل الدين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله المطهرين، وصحابته الأئمة الهداة المهتدين، ورضي الله تعالى عن عباده الصالحين، وعن قطب العارفين، أبي العباس مولانا أحمد التجاني وعنا به آمين.
أما بعد:
فقد التأم بعون الله تعالى وتوفيقه، اللقاء العالمي الثالث للمنتسبين للطريقة التجانية، بمدينة فاس، المحروسة بإذن الله من كل باس، تحت الرعاية السامية لأمير المومنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، وذلك أيام الأربعاء والخميس والجمعة 14 و 15 و 16 رجب الفرد الحرام عام 1435 هـ / 14 و 15 و 16 ماي عام 2014م، بالزاوية الكبرى بفاس. وذلك بمشاركة مقدمين وعلماء, ونخبة من تجانيين فضلاء من الدول الآتية:
السودان – مصر – ليبيا – تونس – الجزائر – إثيوبيا – السنغال – تشاد – نيجيريا – غامبيا – ساحل العاج – بوركينا فاصو – النيجر – البنين – مالي – غينيا بيساو – الغابون – غينيا كوناكري – الكامرون – موريتانيا – غانا – الهند – ماليزيا – أندونيسيا – سنغافورة – فلسطين – الكويت – الإمارات العربية المتحدة – المملكة العربية السعودية – اليمن – قطر – العراق – سلطنة عمان – الولايات المتحدة الأمريكية – كندا – كولومبيا – إيطاليا – بلجيكا – فرنسا – النمسا – انجلترا – روسيا – اسبانيا – سويسرا – تركيا – سوريا – الأردن – أفغانستان , فضلا عن المملكة المملكة المغربية.
وافتتحت أشغال هذا اللقاء صبيحة يوم الأربعاء, بقراءة الرسالة الملكية المولوية, التي تفضل أمير المومنين، حامي الملة والدين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بتوجيهها إلى المشاركين، وقد تركت هذه الرسالة الميمونة, في نفوس كل الحاضرين، الأثر البالغ، والتأثر العميق، بما اشتملت عليه من توجيهات ونصائح, وإسباغ الرعاية والعناية، من طرف أمير المومنين على كل المنتسبين لهذه الطريقة في كل مكان، وتنويه بالطريقة التجانية وأهلها، وتذكير بسالف العهود الجامعة إلى اليوم وفي كل حين، بين أصحابها والملوك الأشراف العلويين، وبما دلت عليه من كون المملكة المغربية الشريفة لم تزل، حصنا للإيمان، وبلدا محفوفا بالعناية الإلهية, تشرق منه سماحة الإسلام، على كل الأنام.
وعلى مدى الأيام الثلاثة اجتمع المشاركون في هذا اللقاء بزاوية مولانا الشيخ أحمد التجاني رضي الله عنه, التي أسسها قيد حياته بفاس, فانتشرت منها أنوار أسراره، وفيوضات طريقته، اجتمعوا على ذكر الله تعالى, وإقامة الصلوات، وقراءة الأدعية والأوراد والأحزاب والتوسلات ضارعين إلى الله تعالى أن يحفظ أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من سائر الآفات.
كما ألقيت محاضرات, وعقدت جلسات وندوات, وتليت من طرف الوفود كلمات، صبت كلها في إبراز خصوصية مولانا الشيخ التجاني وطريقته، وتفرد مسلك تربيته، ومرجعية زاويته. وشدد المتدخلون على ضرورة التفاف جميع التجانيين حول شيخهم، على تعدد أسانيدهم الموصولة إليه، وتنوع مشارب المقدمين والخلفاء الآخذين عليه.
وبعد كل ما دار في هذا اللقاء من مدارسات ومناقشات، ومحاضرات ومذاكرات، وعقد عمل مجموعات، خلص المشاركون إلى نقاط جعلوها لهذا اللقاء توصيات وهي:
- التنويه بكل ما جاء في الرسالة الملكية السامية، من دعوة إلى الوحدة والائتلاف, ونبذ الفرقة والاختلاف, والمحافظة على الأخوة الدينية بين المسلمين، والتصدي لنزوعات التطرف والانفصال والانقسام، والعمل على تأليف القلوب وجمع الكلمة، والحفاظ على وحدة الأمة.
- الإشادة برعاية ملوك الدولة العلوية الشريفة للطريقة التجانية وأهلها، وإسباغ كل أنواع الدعم لها لتؤدي ما أنيط بها من السلوك والتسليك على وفق المنهج الإسلامي الحنيف.
- الالتزام بالولاء لأمير المومنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، ومبادلته وفاء بوفاء، رعيا لأياديه البيضاء، ولما كان بين صالح سلفه الكرام، وبين مولانا الشيخ التجاني وأصحابه من بعده، من مبرة وإكرام.
- الإشادة بما يقوم به أمير المومنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله من أعمال جليلة، في مجال جمع الكلمة وتوحيد الصف، وإحياء العهود الموروثة، وإقامة صروح التعاون، والأعمال التنموية، وبالخصوص خطوات جلالته المباركة في الربوع الإفريقية.
- التأكيد على عقد لقاءات مماثلة لهذا اللقاء بأرض المملكة المغربية, كل سنتين، للتمكن من متابعة ما خلص إليه اللقاء، واستمرار التواصل والصلة بين سائر التجانيين ومشيختهم المرجعية بفاس.
- الثناء والشكر والدعاء لأمير المومنين على مكرمته المتمثلة في ترميمه لدار الشيخ رضي الله عنه.
- الاستجابة لنداء الشيخ الشـريف سيدي محمد الكبير التجاني شيخ الطريقة التجانية وقته بجعل دار الشيخ مركزا لتجميع وثائق الطريقة وآثارها.
- الدعوة إلى انتقال عمل أرباب الطريقة إلى مرحلة جديدة مبنية على التخطيط والبرمجة والتنسيق لاسيما في مجالات التعليم والتربية والإعلام والخدمات الاجتماعية.
- ضرورة إنشاء مجلس مكون من كبار أهل الطريقة يكون محل استشارة للشـريف سيدي محمد الكبير التجاني للنظر في التفاصيل والإجراءات العملية لتنفيذ ما يسطر من برامج.
والله ولي التوفيق وعليه المعتمد
والسلام
